كل واحدة من هذه الدول التي تألبت علينا مع اليهود عملت بمقتضى مصلحتها. ليس الإنكليز ولا غيرهم أولاد عمنا حتى نعتب عليهم. أما الشعوب العربية فهي أولاد أعمام؛ وأولاد الأعمام بعضهم على بعض، فعلينا أن نبحث أسرارأنخذالنا٠
قالوا لم يكن عندنا سلاح صحيح، فيجب أن نبحث أسباب نقص السلاح عندنا. . . وأن نزيله! ولكن ليس هنا مصدر الخلل٠
فالو كانت الجامعة هي المسؤولة عن جميع النقائص والعيوب فيجب أن نبحث عن سبب خللها ونصلحه!
قالوا كان عندنا خونة٠ وذلك حق؛ فأن مصر حينما كانت تجاهد وحدها في الميدان كانت دولتان تخونانها وتمنعان ثالثة عن إمرار جندها في أراضي إحداها لمساعدتها، فيجب إذا أن نطهر جامعتنا من الخونة. . .
كان أحد الخونة العرب وأحد الوزراء في دولة عربية يجندان بعض العرب (الدروز) لكي يحاربوا العرب مع اليهود وقد سلمنا حصناً لبنانياً لليهود. وهل في ضروب الخاناتأعظم من هذه الخيانة وأفظع! ومع ذلك بقى ذلك الوزير وزيراً للدفاع في دولته، مع أن محاكمة طبارة (في دمشق) ورفيقه الذين قتلوا كامل الحسين أحد الخائنين قد شهرت بذلك الوزير تشهيراً يندى له الصخر الجلمود، ومع ذلك لا يزال وزير الدفاع وزيراً في حكومته إلى اليوم والغد. فخيانة كهذه يجب أن تجد لها قصاصاً في الجامعة العربية.
في الجامعة العربية إذن ضعف وأي ضعف يجب أن نداويه. أنناالآنفي بحر لحي من الخطر الهائل، فإذا لم نبن السفينة بناء متيناً غصنا إلى قاع الفناء!
الخطر عاجل جداً ما دام ابن غريون رئيس وزارة إسرائيل يقول للجنود الهاجاناه:(لم يزل أمامكم فتح من أعالي الفرات إلى أعالي النيل)! وكل تهاون في شأن هذا الخطر يفضي بنا إلى الخطر الماحق!
لكي نتدارك هذا الخطر يجب أن ينعم القراء العرب النظر في الأمور التالية:
كان أكبر عيوب الجامعة أنها مجموعة مندوبين من سبع دول عربية ليس لها ميثاق إلا بروتوكول عقد في الإسكندرية ولم يكن له من غرض سوى ضم العرب في اتحاد (لماذا هذا الاتحاد؟) ولكن لم يكن في البروتوكول قانون للدفاع. وليس لأي مندوب في الجامعة