من وظيفة إلا أن يحمي استقلال دولته وحريتها من هذا الاتحاد خطر على الدولة! لذلك ولدت الجامعة ضعيفة. كانت اتحاداً لا وثاق فيه، ومجتمعاً لا وحدة به.
غرضي من هذا المقال أن نبحث الوسائل اللازمة لجعل الجامعة قوة. يجب أن تكون هذه الجامعة جامعة الشعوب العربية - لا جامعة الدول العربية؛ لأنها باعتبارها جامعة دولية تسعى كل دولة فيها إلى مصلحتها الخاصة لا إلى مصلحة شعبها وبهذه الصفة تكون كل دولة حرة فيها بحيث أنها إذا لم تجد مصلحتها فيها أعرضت عنها وتخاذلت إذ لا تهمها مصالح الدول الأُخرى. وليس لهذه الجامعة سلطة على أي دولة من الدول العربية بحيث ترغمها على أن تبقى في الاتحاد. وبسبب هذه العيوب تفككت كأنها كومة من الهشيمهبت عليها ريح فبددتها.
لكي تكون الجامعة اتحاداً قوياً يجب أن تكون برلماناً نيابياً لجميع شعوب العرب يكون فيه لكل شعب عدد من النواببنسبة عدد أفراده كان يكون لكل مليون نسمة وكسورها نائب، أو لكل مليونين وكسورهما نائب إذا شئنا تقليل الأشخاص لتقليل الجدال والنقاش.
وعلى الشعب نفسه أن ينتخب نوابه من غير تدخل حكومته. ولا يجوز اختيار النواب بالتعيين بل بالاقتراع فقط. ويجب أن يرشح للنيابة أشخاص مثقفون ثقافة عالية ووسطى يكونون قد مارسوا السياسة وفهموها وعرفوا بالنزاهة. فيجتمع لنا في هذا البرلمان الشعوبي العربي نحو ٣٠ أو٦٠ نائباً لا سلطان لأحد عليهم؛ فيكونون أحراراً مستقلين عن أي تأثير خارجي.
تكون وظيفة هذا البرلمان الشعوبي الرئيسية:
أولاً: الدفاع عن الجميع الأقطار العربية.
ثانياً: فض المشاكل التي تقع بين الدول العربية، حتى إذا اقتضى الأمر إرغام بعضها على قبول أحكامه باستخدام سلطته العسكرية. وهذا يلتزم:
١ - أن تكون لهذا البرلمان قوة عسكرية تناهز المائتي ألف جندي أو أزيد في أول الأمر. وبعد ذلك تزداد حسب اللزوم.
٢ - أن تعبأ هؤلاء الجنود من جميع الشعوب العربية بنسبة عدد كل منها.
٣ - أن يمول هذا البرلمان بالمال الكافي لنفقاتهونفقات الجيشوسائر النفقات الحربية.