أنم دراسته في أكسفورد وتأثر في ذلك فخرج صورة تامة للجنتلمان الإنجليزي.
ولما كانت الدوائر التركية في سبات تام لا تبدر من جهتها بادرة حياة، اقتنع الرجال المنوط بهم الاتصال بلويد جورج وكيرزون أن تركيا قد أصبحت طوع أيديهم وفي وسعهم أن يفرضوا عليها ما تشاء أهوائهم - ويرجع معظم الخطأ إلى هؤلاء الأفراد وممثليهم ودعاتهم ومأجوريهم أبوا من المبدأ أن يتصلوا بأي فرد من الترك الذين تكونت منهم النواة الأولى لحكومة أنقرة - وقد ساق لي الحظ مقابلة بعض هؤلاء الترك في منزل مهندس إيطاليا والتحدث إليهم في نادي (السير كل دوريان) تحت أنظار زملائي الذين اشمأزوا من ذلك.
وقد شعرت من أول وهلة أن هؤلاء الرجال لم يحاولوا قط تضليلي بل فاتحوني بصراحةتامة قائلين أنه إذا اشتدت الحال ببلادهم ففي وسعهم أن يحافظوا على استقلالهم مهما كلفهم ذلك ولو بانسحابهم جميعاً إلى آسيا.
ولذلك لم أتردد في اليونان أن أصرح برأيي حينما أبلغني الأميرال كالثروب في ١٢ مايو سنة ١٩١٩ قرار مؤتمر باريس القاضي باحتلال لأزمير - من أني مقتنع تمام الاقتناع أن مسائل الشرق الأدنى ستزداد تعقداً وقد تدخل دوراً مملوء بالحوادث الفاجعة - ولكن الأوامر التي صدرت إلينا كانت قاطعة ولم يكن هناك مناص من إطاعتها وتنفيذها.
وقد تم إنزال الجنود واحتلال المدينة بالشكل الذي كنت أتوقعه أي بعمل حربي مجرد من القتال ولكن مقرون بالدماء. وقد اتضح لي خطأ أتيناً في اليوم الذي احتفلت برفع علمها الأزرق على قلاع أزمير بعد معركة تمثلت فيها البطولة كما نقلت إلينا البرقيات في حينه.
وكانت الجنود التركية وقت مباشرة الاحتلال بواسطة القوات اليونانية ملازمة لقشلاقتها، مطيعة للأوامر التي صدرت إليها من الحكومة وحملها رسل من طرف الداماد مؤكدين بان الاحتلال مؤقت وسترون في القريب - وكانت المدينة خالية من أولئك الفدائيين الذين ظهروا في كثير من جهات آسيا الصغرى وقدموا حياتهم بشجاعة خارقة للعادة فداء للوطن التركي.
فمن المسئول إذن عن أول طلقة وجهت من ناحية الثكنات؟
أكد لي بعض المكلفين باستقاء الأخبار أن مطلقها أحد المهيجين اليونان بقصد إثارة الفتنة والمذابح. فإذا كان هذا صحيحاً فمن المؤكد أن حكومة (أتينا) بعيدة عن إرسال أوامر بمثل