نظم التعليم لا تتصل بثقافة الناس ولا تناسب مع ظروفهم وحيلتهم ولا تتوافق مع بيئتهم٠ فأما الباكستان والحال كذلك صعوبات جمة لتزيل هذا الأثر ولا سيما وأن الجهل متفشي بين غالبية الناس؛ فهي تجاهد اليوم لأن توفق بين سياسة التعليم وبرامجه وميول الشعب واستعداده مدفوع في ذلك بتاريخها الطويل وثقافتها متوخية في ذلك مقتضيات العصر الحديث واضطرار التقدم في مناحي الحياة. وقد عقد بكراتشي سنة ١٩٤٨ مؤتمر تعليمي نصح الباكستان أن تهتدي في سياستها التعليمية بالمثل العليا الإسلامية التي تنادي بالإخاء والتسامح والعدالة، والباكستأن بسبيل تنفيذ هذا، تسهم بقسطها بسير القافلة الدولية فتشارك في تبادل الأساتذة والطلاب وفي تبادل المطبوعات وفي إرسال بعثات إلى الخارج. وقد وقف معالي فضل الرحمن وزير المعارف في إحدى اجتماعات الجمعية الثقافية العربية الباكستانية وقال:(كثيراً ما نوهت بضرورة اتصالنا بالبلاد العربية المختلفة والعمل على ربط ثقافتنا بثقافتهم. واليوم أكرر القول بأن علينا ألا نقف مكتوفي الأيدي أمام مجرد رغبتنا بالاحتفاظ بتراث ديننا القويم، بل علينا أن نسعى بإخلاصلأننعيد المجد الغابر وأن نقوي علاقتنا الثقافية والدينية التي تكمل فيها روح الإسلام وفلسفته، وتحقيقاً لهذا الاقتراح أن تصبح الحروف العربية وسيلة لكتابة لغتنا بها حتى يصبح سهلاً على الباكستان أن تتقرب من هذا الطريق نحو البلاد العربية الأخرى. فاللغة هي طريق الاتصال الفعال بين أمة وأخرى. ونحن أن سلكنا هذا السبيل فتحنا الباب على مصراعيه أمام تبادل التفاهم والمعرفة وتبادل الأفكار كما أننا في نفس الوقت نتيح لشعبنا الفرصة كي ينهل من معين الثقافة العربية المجيدة)
حسين الهمداني
مكتبتك الخاصة
للأستاذ إليا حليم حنا
١ - المكتبة الخاصة ضرورة لازمة:
المكتبة الخاصة ضرورة لازمة من ضرورات كل منزل في هذا العالم المتجدد المتغير٠ والكتب أداة قيمة لإحكام الصلة بيننا وبين تيارات الفكر الحديث والقديم، في صفحاتها ننصت إلى أصوات نتحدث معها من خلال العصور٠ ولا غنى لإنسان يشعر أنه عضو