نافع في المجتمع عن الكتب الحافزة للشعور المقوية للنفوس التي تعالج موضوعاته المحببة إلى نفسه وتعينه على أداء أعماله ومشروعاته الهامة وتحل له مشاكله وتوقفه على ثمار العقل البشري في نواحي النبوغ المختلفة العديدة حتى لا يتخلف عن قافلة الزمان٠ قال ماكولى الناقد العظيم والكاتب المؤرخ الكبير: لو طلبوا مني أن أصبح ملكاً بتاج على رأسي وقصر فخيم أسكن فيه ومآكل ومشارب فاخرة، وملابس مزخرفة وحدائق وعربات وخيول ومئات من الخدم - لكن بدون كتب أقرأها - فأني ارفض أن أكون ملكاً؛ لأني أفضل المسكين الساكن في كوخ حقير يقرأ ما لديه من الكتب على الملك الذي لا يحب أن يقرأ.
وقال أوجستين برل (يوجد مكان واحد في العالم يمكن للشخص أن يكون فيه سعيداً، أنه المكتبة.)
والقراءة هواية مفيدة فأنة بين كتب مكتبتك تدفن آلامك وأتعابك بعد العمل المضني تختار الكتاب الذي يلائم تفكيرك وشعورك٠ يقول العالم الكبير السرجون هرشل (لو تضرعت إلى الله وكانت دعواتي مضمونة الإجابة من أجل موهبة تكفيني مؤمنة تقلبات الظروف وتبدلات الأحوال، وتكون نبع سعادة وسرور لا ينضب، وعدة اتقى بها سهام الأيام، ودواء يشفيني من كل سقام، لكانت تلك الموهبة محبة الكتب والرغبة في المطالعة.)
٢ - كيف تكون مكتبتك؟
الناس مختلفون في أذواقهم وثقافتهم، متفاوتون في مواهبهم. وبنسبة هذا الاختلاف يتباين تذوقهم للكتب وتقديرها. لذلك كان تكوين المكتبة لا يخضع لقواعد ثابتة ونواميس معينة , فكل يختار كتبه بما يتفق وعقليته وشعوره وذوقه وعمله.
يقول (أوجستين بريل) جميل أن ترث مكتبة ولكن الأجمل والأفيد من ذلك أن تجمع أنت كتب مكتبتك واحداً بعد الآخر؛ فالمكتبة لا تجمع دفعة واحدة , ولكنها تنمو حسب ذوقك وحاجتك النفسية العابرة وتأملاتك وخوالجك ومشاكلك وأبحاثك وعملك. دع الظروف التي تمر بك تدفعك إلى شراء الكتاب وبذلك يكون بينك وبين كتبك اتصال روحي وفكري. نظرة واحدة خاطفة إلى كل منها وهو على رفه ترجع بك إلى وقت شرائه والفكرة التي كانت تخامرك في ذلك الوقت، وما يحوي بين دفتيه من أفكار وآراء. ولا يفيد أن تكون