قيثارة الأبد أنامل العبقري الأعظم. . لن أكتب عن الحلم القصير الذي داعب أجفان الحيارى، ثم صحو من بعده على صرخات الدموع!
لن أكتب عن نجيب الريحاني إلا إذا جاءني الغد المرتقب بأن مكانه الشاغر لم يشغل. . . عندئذ سأصدق أن نجيب الريحاني قد مات، وأن من حقه علي أن أكتب عنه صفحات وصفحات!
رسالة ثائرة من شيوعي ثائر:
حقيبة البريد تحمل إلي من حين إلى آخر كثيراً من روائع العقول وطرائف الأفكار. . . من هذه الطرائف وتلك الروائع ما نقلته إلي في الأسبوع الماضي رسالة ثائرة من شيوعي فاضل آثر السلامة فلم يذكر اسمه! لم يناقشني الشيوعي الفاضل مثلاً فيما كتبته على صفحات (الرسالة)، ولم يناقشني مثلاً فيما جاء به أستاذه الأكبر كارل ماركس من آراء ومذاهب؛ لم يناقشني في شيء من هذا ليقنعني بعدالة قضيته، أو لأقنعه - على الأقل - بأنه مضلل مفتون، ولكنه غمرني بفيض من شتائمه التي أن دلت على شيء، فإنما تدل على طيب عنصره وكرم محتده، شأن كل شيوعي من أمثاله!
يقول حضرته إنني كاتب رجعي مأجور. . . مأجور من الرأسمالية في مصر وغير مصر، ولولا (المرتب) الذي أحصل عليه كل شهر من بعض (الجهات المعينة) لما هاجمت مذهباً من مذاهب الإصلاح الاجتماعي يحتاج إليه ملايين المصريين ليرتفعوا من مرتبة الحيوانات إلى مرتبة الآدميين!
أود أن أقول للشيوعي الفاضل أنني أرحب بالرجعية مادام رائدها الكشف عن مخازي الشيوعية، أما (المرتبات) فلا يعرفها سوى زبائن (الكومنفورم). . . وأما ملايين المصريين الذين أشار إليهم فأؤكد له أنهم آدميون والحمد لله، وإذا كان في مصر حيوانات فهم بضع مئات لعل منهم حضرة الشيوعي المحترم!