للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المستحسن أن تكون الأغاني والتمثيليات بالعربية جملة واحدة والحال على ما هي عليهالآنفي الإذاعة - كما أرى - فينبغي أن توضع خطة توصل إلى الحال التي يصح فيها تنفيذ ذلك الغرض.

في قاعة المطالعة بدار الكتب

شيئان في مصر لا يزالان كأول عهدهما لم يلحقهما التطور، ولم تجري عليهما سنة الارتقاء: محراث الفلاح، وقاعة المطالعة في دار الكتب المصرية، فكما أن الفلاح المصري لا يزال يشق الأرض بمحراثه على نحو ما كان يفعل أسلافه منذ آلاف السنين، لا يزال ذلك الساعي ذو الحلة الصفراء يتردد بين المخزن وقاعة المطالعة في دار الكتب. توافينا أنباء الغرب بما يجد هناك في عالم المكتبات العامة وما يصطنعه القوم من أنواع التيسير على جمهور المستعيرين، وأني لأخال آخر نبأ في الطريق أن مكتبة في نيويورك أو واشنطن أو غيرها من العالم الجديد قد استحدثت طريقة تكفل لطالب الكتاب الحصول عليه بمجرد كتابة رقمه ووضعه في ثقب معين، إذ يخرج الكتاب إليه ساعياً إلى لقاءه دون أي انتظار. .

أما في دار الكتب المصرية الكائنة بميدان أحمد ماهر من القاهرة المعزية، فإنك بعد ما تكتب (سند الاستعارة) وتملأ المطلوب فيه من الاسم والوظيفة والسن والمسكن والعنوان واسم الكتاب والجزء والمؤلف ورقم الفن ورقم المعقد. . . الخ، تجلس في القاعة ترقب طلعة الساعي، تستبشر إذا بدا ينقل خطوة كما يخطو الطير الآمن على الأرض. . وقد ضم إلى حضنه مجموعة من الأسفار مختلفة الأحجام، وتؤمل أن يرمي لك أحدها، وإذا هو لا يلتفت إليك بل يجاوزك تنتظر لتعيد التطلع إليه في الدورة القادمة لعل وعسى. . . وقد يرمي إليك بعد كل ذلك (سند الاستعارة)

مخطوطاً عليه مالا تفهمه، فإذا لجأت إلى من يحل الرموز ظهر أن المكتوب: (في الخارج) أو (في المطالعة) أو (لدى الموظفين) أو (ليس في المخزن نور) وما إلى ذلك وخلاف ما يستجد من نحو (الكتاب متعب) أو (في لجنة!)

وإذا كنت من ذوي الجد السعيد وجاءك الكتاب، فعليك أن تقرأه أو تأخذ منه حاجتك في نصف ساعة بقي من الوقت وأنت بين صغار يتحدثون ويعبثون ويتضاحكون، لم يخصص

<<  <  ج:
ص:  >  >>