للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

لهم ولكتبهم مكان في القاعة، بل أنتثروا فيها لا فرق بين كبير وصغير ولا رعاية لمزاج باحث تضايقه حركات الغلمان من قراء روايات حافظ نجيب وأرسين لوبين.

والمترددون على قاعة المطالعة من قراء تلك القصص والروايات هم الذين يضخمون العدد الذي تصدر به بيانات الدار التي تنشر ويظهر أن الدار تحب أن تنشر هذه الأرقام الكبيرة مغتبطة بدلالتها على إقبال الجمهور على التزود من المعارف والآداب، ولكن التزود من المعارف والآداب مظلوم لأن دار الكتب تزحم نفسها بهذه الروايات وبطلابها، وهي ليست بذات غناء في التثقيف من جهة، والجهة الأخرى أنها تباع في الخارج الواحدة بقرش، والأولى منها بالتوفير في الدار الكتب ذات القيمة العلمية والأدبية، وخاصة الكتب والمراجع الغالية التي يحتاج إليها طلبة الجامعة وطلبة الأزهر، والتي يقال لمن يطلب واحداً منها (معار) أو (لا يوجد منه غير نسخة في الدار) فيخرج الطالب وهو ينظر إلى عشرات من الصغار منهمكين في قراءة الروايات البوليسية والغرامية.

لا اعتماد للفن:

كان مجلس النواب قد وافق في ميزانية وزارة الشؤون الاجتماعية على اعتماد ٧٠٠٠ جنيه لإنشاء فرقة نموذجية من خريجي المعهد العالي للتمثيل، و١٥٠٠ جنيه زيادة على المقرر لتشجيع التأليف المسرحي، ٢٥٠٠ جنيه لإنشاء مسرح صيفي بالقاهرة و٣٠٠ جنيه جائزة لأحسن فلم خلال العام. ولكن لما عرضت هذه الميزانية على مجلس الشيوخ رفض اعتماد تلك المبالغ، قائلاً أنه لا داعي لإنشاء الفرقة النموذجية، ويلحق خريجو المعهد بالفرقة المصرية ليكسب الشباب الجدد مرأناً وتجربة إلى جانب من مارسوا التمثيل قبلهم؛ أما الزيادة للتأليف المسرحي فلا مبرر لها لأن ما صرفته الوزارة من اعتماد العام الماضي لم يزد على نصفه؛ وأما المسرح الصيفي فكان قد اقترح إقامته في حديقة الأزبكية أو على شاطئ النيل شمال حديقة الأندلس بجوار المسجد المقام بها، فرأى مجلس الشيوخ أنه من غير اللائق إقامة المسرح بجوار المسجد، وسكت عن حديقة الأزبكية؛ وأما من حيث الجائزة السينمية فاستند المجلس إلى أن إنتاج الأفلام يجب أن يترك المنافسة الحرة.

وقد أعيدت الميزانية إلى مجلس النواب، فوافق على حذف تلك الاعتمادات منعاً لتعطيل الميزانية.

<<  <  ج:
ص:  >  >>