وكنا نود أن يلمع الأستاذ إلى نزوات بعض المبعوثين الذين يعدون التقاط بعض الثقافة الغربية (بعثاً) لهم بعد موت شرقي!
فلعقول المستنيرة تغشيها غشاوات هؤلاء المضلين المترامين تحت أقدام الغرب وهم يضعون السم في الدسم استجابة لرغبة جامحة يقصد بها الخفض من رفعة وطنهم ملقاً لمظاهرة كاذبة، وظواهر مخدوعة! على إننا ننوه بقدرة المحاضر على الاستمالة، وإبداعه في العرض وإخضاعه العبارات التي تستعصي على أفهام السواد. ونعتقد إن (الروع) القلب أو الروح و (الروع) الفزع؛ فقد وردت مرات متعددة في المحاضرة على غير وضعها، لكن هذا لن يغض من قيمة هذه المحاضرة القيمة التي يجب أن تكون نواة محاضرات متصلة بالوطنية المتلاقية مع الوعي القومي في حياتنا الماثلة!
أحمد عبد اللطيف بدر
بور سعيد
كلمة هادئة إلى المعقبين اللغويين:
في البريد الأدبي من العدد (٨٣٤) من الرسالة، وقعت على كلمة موجزة تحت عنوان (تعقيب على تعقيبات) للأستاذ الفاضل محمد غنيم. . . في هذه الكلمة ذهب الأستاذ غنيم إلى أن قولي (لم يكن يعرف) قول بين الخطأ، وصواب الجملة حسب استعمالات العرب أن ترى على هذه الهيئة (لم يكن ليعرف) لأن كان المنفية بما ويكن المنفية بلم، لا يرد بعدها الفعل المضارع إلا مسبوقاً باللام المؤكدة للنفي ويسمونها لام الجحود. وقد ورد القرآن الكريم بهذا الاستعمال، قال تعالى:(لم يكن الله ليغفر لهم) ولما كنت أعلم تمام العلم أن التعبير صحيح لا غبار عليه، وإن كان المنفية بما ويكن المنفية بلم لا يتحتم ورود الفعل المضارع بعدهما مسبوقاً بتلك اللام، لما كنت أعلم هذا فقد رحت أجمع للأستاذ كثيراً من الشواهد من القرآن الكريم والحديث وأدب العرب شعره ونثره، ولكن. . . ولكنني في الوقت الذي تأهبت فيه للرد كفاني الأستاذ مؤونة الرد! لقد عاد الأستاذ غنيم في العدد الماضي من الرسالة فتطوع من تلقاء نفسه بتقديم الأدلة على صحة التعبير الذي خطأني في استعماله، ولم ينس أن يستشهد ببعض الآيات من القرآن الكريم!