للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن آفة الناس في البغي والعدوان، وشقائهم في الاثرة والعصبية التي تحيد بهم عن العدل، وتنأى بهم عن النحاب والتعاون.

وإذا تعامل الناس بالعدل بينهم، وضعفت الأثرة أو امّحت في نفوسهم، أرتقوا من بعد درجات إلى الفضل في المعاملة، والإيثار فيما بينهم. وراء هذا درجات من السعادة لا تنتهي.

يرى كثيراً من الناس أن هذا خيال أو حلم، وأن الناس لن يتعاملوا بالعدل مقيدا أو مطلقاً، ولن يكفوا عن العدوان والبغي. ولست أذهب مذهبهم.

ففي وجدان الإنسان خير، وفيه نزوع إلى الحق والعدل إذا أوقضت في نفسه دواعي الخير بالدعوة الصالحة، والأسوة الحسنة، وإذا أحيط من العلم والعدل بما يعظم رغبته في الخير، وصدوفه عن الشر وينبه معاني الحق والعدل في وجدانه.

وإن كانت درجات العدل التي ندعو إليها أرفع من العامة، وأعلى من الدهماء، فليس بعيداً أن يستجيب لها في كلُّ أمة طائفة من أولى العقل والعلم. وإذا قامت في كلُّ أمة أئمة تدعو إلى العدل ونبع فيها قادة تسير عليه وتعمل به وصرّفوا الأمور بالعدل المطلق وأخذوا الناس به طوعاً وكرهاً عمّت الأسوة وسكن الناس إليها وغلب العدل في قلوب الناس وأعمالهم، واستقرت عليه الأمور، وشاعت به المحبة والسلام. . .

(للكلام صلة)

عبد الوهاب عزام

<<  <  ج:
ص:  >  >>