للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وقد بقى اَلخوَرْنقْ إلى عهد الفتح الإسلامي حين دالت الحيرة بدخول القائد خالد بن الوليد في خلافة أبي بكر رضي الله عنه ونزوله باَلخوَرْنقْ.

وقال في ذلك عبد المسيح بن بقيلة:

أبعد المنذرين أرى سواماً ... يروِّح باَلخوَرْنقْ والسدير

تحاماه فوارس كلُّ حي ... مخافة ضيغم عالي الزئير

وأنشد علي بن محمد العلوي الكوفي الحماني:

سقياً لمنزلة وطيب ... بين اَلخوَرْنقْ والكثيب

بمدافع الجرعات من ... أكناف قصر أبي الخصيب

دار تخيرها الملو ... ك فهتكت رأي اللبيب

قال الحماني أيضاً:

فيا أسفي على النجف المعرى ... وأودية منورة الأقاحي

وما بسط اَلخوَرْنقْ من رياض ... مفجرة بأفنية فساح

وقال أيضاً:

كم وقفة لك باَلخوَرْنقْ ... ما توازى بالمواقف

بين الغدير إلى السد ... ير إلى ديارات الأساقف

وقد بقي هذا القصر عامراً - كما ترى من أقوال الشعراء فيه - بعد الفتح الإسلامي وتخطيط الكوفة زمناً؛ وإن كلاً من ولاة الكوفة أحدث فيه شيئاً من الأبنية ومنهم الضحاك ابن قيس بنى فيه مواضع وبيضه وتفقده. وقد سكنه الأمراء العباسيون، وبقي قائماً إلى القرن السابع الهجري، ومفاد ذلك ما جاء في مراصد الاطلاع: والمعروف أنه - أي اَلخوَرْنقْ - القصر القائم إلى الآن بالكوفة بظاهرة الحيرة. بل ظل عامراً إلى القرن الثامن الهجري وذلك حين ذكره محمد بن بطوطه في رحلته المشهورة إذ قال: ولما تحصلت لنا زيارة أمير المؤمنين علي عليه السلام سافر الركب إلى بغداد وسافرت إلى البصرة صحبة رفقة كبيرة من عرب خفاجة وخرجنا من مشهد علي عليه السلام فنزلنا اَلخوَرْنقْ موضع سكنى النعمان بن المنذر وآبائه من ملوك بني ماء السماء وبه عمارة وبقايا قباب ضخمة في فضاء فسيح على نهر يخرج من الفرات. . . أما ما جاء في المعلمة الإسلامية مادة

<<  <  ج:
ص:  >  >>