أشكر للأديبة الفاضلة التي كتبت إلي مهنئه بشهر الصوم، أشكر لها هذه العاطفة النبيلة التي حملتها إليَّ سطور وكلمات، أما عن سؤالها إذا كنت مسلماً أو مسيحياً فأنا مسلم والحمد لله. ولو رجعت إلى بعض أعداد (الرسالة) لتأكدت من صدق هذه الحقيقة! أما عن قضيتها الأدبية فأرجو أن تثق كلُّ الثقة بأنني معني لها كلُّ العناية، وسأبذل كلُّ ما في وسعي لأقنع (صاحب الأمر) بعدالة هذه القضية. وأنتقل إلى الرسالة الثانية التي تلقيتها منذ أيام من (دمشق) حيث يقول مرسلها الأديب الفاضل عزة عثمان: (أود أن أتقدم بواجب الشكر وعظيم الامتنان، لما أفدته من أبحاثك حول (الفن والحياة). . . لقد تفهمت تماماً - على الرغم مما قاله الدكتور طه حسين - كلُّ معنى قصدت إليه، وقد توارد على فكري وأنا أقرأ ردك على كلمتي الأستاذين طه والحكيم، ما يقول الأستاذ راجي الراعي:(جميلة هي الموجة المقتحمة الهائجة واجمل منها الصخرة التي تردها!) يا صديقي، أشكر لك هذه التحية الكريمة وأقول لك رداً على الأسئلة التي وجهتها إليَّ: إن الترجمة القديمة، خير من الترجمة الجديدة، خير منها من جميع الوجوه التي عرضت لها في رسالتك، وأكتفي بهذا القدر من الإجابة دون التعرض للأسماء حتى لا يحرج بعض الناس! أما عن رجائك في أن أترجم لقراء الرسالة - ولو مرة في كلُّ شهرين - فصلاً أو قصيدة أو قصة أختارها مما بين يدي من نتاج كتاب الغرب، فإنني أجيبك على هذا الرجاء بأنني لا أميل كثيراً إلى الترجمة لأنها ميدان لا تظهر فيه الشخصية الفكرية كما تحب أن تظهر، ولعلك تلمس من كتاباتي أنني إذا قرأت فصلاً من الفصول في الأدب الغربي أو الأدب العربي حرصت كلُّ الحرص على أن أقف منه موقف العارض والمحلل والناقد، وأظنك توافقني على أن الترجمة لا تحقق لي شيئاً من هذا الشغف الذي فطرت عليه! ومع ذلك فأنا أرجو أن أحقق هذه الرغبة يوماً لأنها رغبة صديق.
ولابد من الشكر مرة ثالثة لصاحب الرسالة الثالثة، وهو الأديب الفاضل محمد دويلة من (شرق الأردن). . . يا صديقي إنني أرحب بصداقتك وبكل صداقة يعطرها الخلق والوفاء، وإذا كانت (من الأعماق) و (من وراء الأبد) قد ربطتا بيني وبين كثير من القراء برباط المودة الروحية المتسامية فكم أود أن أكثر من هذا اللون الوجداني ليزداد عدد الأصدقاء