وبعد، فإني أبعث إلى السيد عبد الرحمن علي طه بتحية من شمال الوادي، لتشدده في أن تدرس اللغة العربية دراسة أساسية في جنوب السودان، تشدداً بلغ حد التهديد بالاستقالة، ويبدو من آخر الأخبار أنه مصر على رأيه وأنه أدنى إلى النجاح فيه، وهو موقف مشرف ينظر إليه التاريخ نظرة ملؤها الاحترام والاعتبار.
مركب إذاعة
إذا رأيت في الصحف أو سمعت في البرلمان نقداً للإذاعة ينصب على تقصيرها في مسألة من المسائل التي يجب أن تهتم بها، فلابد أن ترى على أثر ذلك في مجلة الإذاعة المصرية - إن كنت تراها - أن إذاعتنا مهتمة بهذه المسألة أكبر الاهتمام ولم تتوان عن أن تتخذ فيها كيت وكيت، وذلك بأسلوب يجتهد فيه كاتبه أن يغطي موضع المؤاخذة بالتعميم والتهويش دون أن يحرج نفسه بالتفصيل والتبيين؛ وبذلك تحاول الإذاعة أن تعوض النقص، ولكنها تركبه. .
وآخر مثل لذلك ما أخذه الكتاب على الإذاعة من تقصيرها في تسجيل روايات نجيب الريحاني المسرحية، وكانت الإذاعة تذيعها من مسرحه، فكان أن توفي ولم يسجل له عمل مسرحي.
ثم طلعت مجلة الإذاعة في الأسبوع الماضي (عدد٧٤٥) تقول إننا سنقدم قريباً رواية للريحاني، وأعقبت ذلك بأن الإذاعة المصرية تحتفظ بتسجيلات وافية لأصوات العظماء والأدباء والفنانين، وأنها لم تقصر في هذا المضمار.
وتوهم المجلة بذلك أنها سجلت شيئاً للريحاني، دون أن تحرج نفسها بذكر أسم الرواية، على طريقتها التعويضية المتقدمة.
وأخيراً، يوم الخميس الماضي تمخض المذياع فنقل من سينما استديو مصر فلم (سي عمر) لنجيب الريحاني!