حتى إذا امتحنها الحادثات القضايا، رأينا الهواء تنأى بهم هن الحق والعدل، والتبعد عنهم عن الاخوة والسلام. وشهدنا المنافع والشهوات تسخرهم للباطل، وتغريهم بالظلم. فعرفنا أنهم أهلاً للأمانة التي حملوها، وأن دون ما يبتغون من السلام، ولكنهم حرموا العدل والإيمان. إن البشر لا يجتمعون على الأهواء المختلفة، ولا يأتلفون الشهوات المتفرقة، فلا مناص لهم - إن أرادوا السعادة يحكموا العدل في الأهواء والشهوات ليجمعهم على ويشملهم بقانون، ويربط بينهم بالحق، ويحكم بينهم إلا ولن يستطيعوا حتى تغلب الروح المادة في أنفسهم وتنتصر القوانين على الجزيئات في معيشتهم، قوانين والعدل والخير. ولن يبلغوا هذا المستوى إلا بإيمان ينير النفوس ويرفعها ويعظمها. . .