لخصائصها الجوهرية المتماثلة، فكل نشاط يمكن أن يصنف تحت عدد من المراتب المختلفة، فإنما نفعل ذلك تسهيلاً لمهمتنا العلمية. ولهذا فإن نفس السلوك الواحد يمكن أن يصنف كإحساس أو كمعرفة أو كعاطفة أو كذاكرة. . . الخ. وهذه الوحدة في قوى النشاط الطفولي تستعمل إجراءات تبدو شاذة ولا تتصل اتصالاً مباشراً بالعلوم البيولوجية.
٣ - إن الطفل يعيش في محيط لا يتميز هو نفسه لا بطابع الوحدة، ولا بمظهر البساطة، ويعمل باستمرار مؤثراً على سلوك ونمو الطفل. وإن نماذج الدوافع الفعالة تأتيه من خارج محيطه، وبعد ذلك - بصورة غير مباشرة - وبواسطة دفع ذاتي فيه، يختار من بين مظاهر محيطه ما يناسبه ويوافقه. ويظل هذا التبادل المشترك بين الكائن البشري وبين المحيط الاجتماعي الطبيعي مستمراً في جميع الأوقات. وبما أنه قد يحصل نوع من التثبيت والتوقف في النمو، فإن صنفاً من السلوك يتشكل ويتحدد، وإن النماذج النوعية السلوكية تتطور في ميدان البواعث المتحركة وفي ميدان النظام الذاتي الخالص. وإن بعض هذه البواعث تصبح بواعث محركة منتجة بسبب تأثيرها على مجرى النمو بالتجارب العلمية وبالعلاقات الاجتماعية مع الآخرين، بينما تبقى بواعث غيرها غير ذات تأثير، لأنها لم تؤثر في هذه العلاقات المتشابكة المتبادلة. وأما لماذا تصبج يعض البواعث مؤثرة، وتبقى غيرها، مؤثرة، فإن هذه مسألة لم يبت فيها نهائياً في الدراسات النفسية الطفولية.
٤ - إن الطفل يبقى خاضعاً لعملية نمو مستمرة متتابعة، لا ترتد إلى الوراء ولا تقف. فلايمكن للبيئة ولا للعلاقات الطبيعية والاجتماعية أن تظهر مرة ثانية بنفس الشكل الذي ظهرت فيه في مرة سابقة، وذلك بسبب تجدد النمو وتجدد العلاقات المشتركة المتبادلة. إن السلوك في أية لحظة من اللحظات هو ثمرة تاريخ الطفل وتعبير عن باعث مؤثر معاصر. وعلى ضوء هذه القاعدة، فإن دراسة الأسباب المفردة والبسيطة يجب أن تستبدل ويستعاض عنها بدراسة البواعث المتجددة، والعلاقات المتبادلة، والتأثيرات النامية المتراكمة.
المشاكل النفسية للطفل:
ينقسم منهج العالم الذي يبحث في المشاكل النفسية للطفل إلى قسمين رئيسين مختلفين من