ناحية البحث والعمل. فهو يبحث أولا عن قواعد عامة، أو مبادئ تنطبق على نماذج وأشكال كثيرة تعين على فهم السلوك وعلى السيطرة عليه والتكهن بمداه ونتائجه. وفي هذه العملية يتناول بحثه:
(أ) أعمال الكائن الحي الآلية، أو ما تسمى النوازع الذاتية الأصلية للكائن الحي نفسه التي توجه أعماله توجيهاً مستقلاً عن تأثير خاص يسببه شخص معين أو بيئة معينة.
التأثيرات التي يؤثر بها الكائن الحي على البيئة التي تحيط به، أو ما تتركه الكائنات الحية من مظاهر خاصة على العالم الخارجي الذي حولها.
(ج) التأثيرات التي تؤثر بها البيئة على الكائن الحي، ودراسة كيف يحكي تغيير السلوك وتكييفه البيئة التي ينمو بداخلها الكائن الحي. وأما القسم الثاني، فيتناول تفسير وشرح الظواهر، وهما الأمران اللذان يتمثلان تمثلاً رئيسياً في عدد من العلوم. فالعالم النفسي يحاول أن يفسر عملية النمو نفسها بنماذج متقاربة ومفهومة، إذ يشمل عمله أولاً أن يصنع القواعد العامة المشتركة بين جميع الأفراد. وفي هذا المجال توجد طائفتان من القواعد:
(أ) قواعد النمو التناسلي أو التكويني المتعارض أو المتقاطع.
(ب) قواعد النمو التناسلي أو التكويني الطولي.
ثم يقوم ثانياً بمهمة شرح وتفسير وفهم السلوك الفردي بحثاً عن الوحدة العامة بين أنواع السلوك. وفي هذا المجال يجب التمييز أيضاً بين أمرين:
(أ) ترتيب الأفراد حسب مستواهم.
(ب) شرح حالة الفرد شرحاً يتناوله كوحدة جامعة.
أعمال الكائن الحي الميكانيكية:
في كل نظام من الأنظمة تنجز فيه الأعمال بمجموعها ومتحدة نتائج معينة في مرحلة وزمن معينين يفترض العلم بأن هذا النظام يقوم على مبادئ منطقية، وأن هذه المبادئ تعمل مستقلة استقلالاً يتفاوت كثرة وقلة عن المجهودات الآلية للكائن الحي، وعن تأثيرات البيئة التي تحيط بهذا الكائن، وأن هذه المبادئ تعمل بصورة ميكانيكية مختلفة ومتعددة وفي بيئات مختلفة، فإذا عرفنا هذه المبادئ فهمنا سلوك الأفراد واستطعنا السيطرة على هذا السلوك، وان كنا لم نعرفها فلا نحصل على ما يسمى السلوك غير المفهوم. هذه هي -