قصة مالك الحزين قصة معروفة لكل من قرأ كتاب (كليلة ودمنة)، وهي قصة قصها بيدبا الفيليسوف على دبشليم الملك حين طلب إليه أن يضرب له مثلاً للرجل يرى الرأي لغيره ولا يراه لنفسه. . هذا المثل الذي ضربه الفيلسوف لهذا الصنف من الناس مستمداً معناه من شخصية مالك الحزين، هذا المثل تستطيع أن تعثر عليه في العدد الصادر منذ أسبوعين من الثقافة في صورة دكتور من الدكاترة الشبان يلذ له دائماً أن يحمل عصا الأستاذية في النقد الأدبي! قال الدكتور وهو يعرض لأحد الكتب بالنقد والتوجيه:(دعوت في مقال إلى أن لا يكتب المؤلف كتاباً إلا وقد أصبحت أفكاره تجارب يعيشها ويحياها، حتى يكون الكتاب ذا قيمة حقيقية وحتى يمكن أن ينتفع به الناس؛ فإن الكتاب إن لم يصدر عن منطق المؤلف وروحه، ولم يصبح جزءاً لا يتجزأ من ذهنه ونفسه، يكون شيئاً تافهاً، ولا يكون خليقاً بالنظر والدرس. وقد يظن بعض المؤلفين في هذا عنفاً وقسوة في الحكم على الكتب، ولكنهم إذا نظروا في الساعات التي اقتطعوها من القارئ في غير جدوى، إلا أن يأتوا بأخبار من هنا وهناك، حتى ليغدو الكتاب كأنه سوق غير منظمة يختلط فيها الزائف بغير الزائف والمهوش، إذا نظروا في ذلك اعترفوا بصحة ما تذهب إليه). كلمات الدكتور الناقد حق في حق، ولكن هل يتفصل بتطبيقها على كتبه قبل أن يطبقها على كتب الناس؟ أم أنه يريد أن يعيد لنا قصة مالك الحزين، ذلك الذي قال عنه بيدبا الفيلسوف أنه يرى الرأي لغيره ولا يراه لنفسه؟!. .