القاهرة حيث كانت تقيم مع خالتها وقد لحقت بكلية الحقوق طالبة فيها، ولما كانت في القاهرة عرفها شكري (كمال الشناوي) أخو زميلة لها في الكلية، فغازلها وهم بإغرائها، ولكنها أعرضت عنه وصفعته. وشكري ضابط بحرية يعرف والد هدى من تردده على ميناء بور سعيد، فذهب إليه يخطبها منه، فعارضت نعيمة زوجة الأب وأصرت على تزويج هدى من أخيها عاشور. فهربت هدى وقصدت إلى الأستاذ عبد الصبور الموسيقى الذي عرفته في حفلة بمنزل زميلتها بالكلية، وأفضت إليه برغبتها في الاشتغال بالغناء فرحب بها ومهد لها السبيل إلى الغناء بأحد الملاهي وتستبد نعيمة بزوجها فتحي بك وتمكن لأخيها عاشور في الشركة، فيدأب على سرقة البضائع وتهريبها حتى تسوء حال الشركة ويفلس فتحي بك. ويذهب شكري مرة إلى الملهى فيرى به هدى التي تأبى مقابلته، فيتصل بأبيها ويخبره فيحضر فوراً، ثم نرى في المنظر الأخير شكري وهدى عروسين. والفلم يعتمد - في موضوعه - على تقديم هذه الفتاة المكافحة التي أصرت على أن تحيا حياة كريمة شريفة، فكان ما أرادت رغم ما اعترضها من عقبات وشدائد. ولكنه في الوقت نفسه كلفها معجزات، فقد كانت تقوم، عدا ما قدم في تلخيص القصة، بأعمال (بوليسية) في بور سعيد لكثرة البضائع التي سرقها عاشور، واقتضاها ذلك أن تسقي عاشور وشركاءه الخمر في إحدى الحانات، حتى عرفت منهم وهم سكارى موضع البضائع. وقد أدى ذلك إلى زحمة الفلم بالحوادث الثانوية إلى جانب إرهاق هدى بما ليس في الإمكان المعتاد، فهي طالبة بالحقوق ومطربة بالقاهرة و (أرسين لوبين) في بور سعيد ألم يكن في الإمكان تصوير هذه الشخصية دون وقوع المتناقضات في حياة فتاة نشأت في منزل محافظ ودرست في الجامعة، نراها تحذق سقاية الخمر واللعب بعقول رواد الحانات. .؟ وقصة الحب في هذا الفلم وضعها عجيب، الفتى يحب الفتاة من أول نظرة وهي لا تعيره أية نظرة حتى النهاية حيث نراهم عروسين. نعم هو حاول إغرائها وهي فتاة شريفة، ولكن هذا الوضع؟ لم نر ما يبرره غير أن نشاهد الفتاة معرضة عنه لتتزوجه برغبتها أخيرا. . وقد اضعف ذلك مركز كمال الشناوي في الفلم وأظهره في مظهر تافه رغم أنه الفتى الأول فيه، وقد طغت عليه شخصية حسن فائق حتى تحول مجرى الفلم من قصة حب بين فتى وفتاة إلى قصة بنت وأبيها. ونور الهدى ممثلة بارعة، معبرة في التمثيل وفي الغناء، وقد