من أصول حسية لا تنفع للحضارة العصرية. لذلك الهذيان كله، الذي يوجع القلب ويذهب الوقت سدى بقراءته، وجب أن نتخذ البلاغة العصرية بدلا من تلك اللغة العربية. . . . والتعبير بالبلاغة العصرية ما هو إلا تزويق وطلاء للفظ (اللغة العامية) إذ ترى الدعوة في الكتاب سافرة إلى الكتابة بلغة الشعب والمجتمع وما إلى ذلك، ليكون (المعلم دبشة) الجزار أمير البلاغة العصرية. . . وكاتبنا ذاك رجل طيب جداً، لأنه يدفع تهمة الدعوة إلى العامية عن الأستاذ سلامة موسى، مع أن هذا يجاهر بها ولا يرى فيها عيباً ويسره أن ينشأ باسمه مجمع للغة العامية أو بعبارة أخرى، مجمع للبلاغة العصرية. وقد خير إلى الكاتب المجتهد بعد أن تعب من عرض أبواب الكتاب (أن ما جاء في أقوال كاتب مجلة الرسالة من أن الكتاب يدعو إلى التهجم على اللغة العربية ويعيب أدبها ويدعو إلى العامية لا يقوم على أي أساس من الصدق والحق، ونخشى أن نقول إنه تشويه متعمد قصد به التشهير وإذاعة الآراء الباطلة، وهذا ما نشجى له كل الشجى). يا أخي لا تغضب ولا تشج فأنا لم أشوه ولم أقصد التشهير، لأني لم أرم الأستاذ سلامة بما يكره، وإذا لم تكن مصدقي فسله أو سل أي أحد ممن لا تأخذهم غفلة الناس الطيبين.
هدى:
هو الفلم الجديد الذي يعرض بالقاهرة في سينما ريفولي، أخرجه حلمي رفلة، ووضع قصته نقولا بدران، وكتب حواره بديع خيري، وقام بتمثيل البطلين فيه نور الهدى وكمال الشناوي، واشترك معهما في التمثيل حسن فائق ومحمد كمال المصري (شرفنطح) وآخرون. (هدى) اسم الفتاة التي بنى الفلم على تقديم شخصيتها (مثلتها نور الهدى) تظهر في أول منظر بمنزل والدها فتحي بك (حسن فائق) مدير شركة التصوير والتوريد ببور سعيد، وهي تستذكر دروسها استعداداً لامتحان التوجيهية. ثم تنجح في الامتحان، وما تكاد تفرح بنجاحها حتى تحزن لزواج أبيها من نعيمة الموظفة عنده بالشركة، ويسوئها أن تحل نعيمة، وهي من بيئة سيئة، محل أمها المتوفاة، ولكن والدها يسترضيها وزوجته تحسن معاملتها في أول الأمر تملقاً للوالد الحدب على ابنته، ثم تتغير عليها تغيراً شنيعاً وتذيقها ألوان الهوان حتى يصل الأمر إلى أن تحاول تزويجها من أخيها عاشور الذي كان بائعاً على عربة يد ثم أصبح مديراً للمخازن بشركة صهره فتحي بك، وكانت هدى قد عادت من