جاء في (الأهرام) تحت عنوان (بعض أوهام الكتاب) أن تصغير بيضة على (بويضة) خطأ في اللغة، وانه من أوهام الكتاب، وأن الصواب:(بييضة) بيائين متعاقبين. كما جاء في مع هذا أن (بينهم انسجام) أي وفاق من أوهام الكتاب أيضاً! وأقول: إن تصغير بيضة على بويضة ليس بخطأ ولا هم، بل هو وارد ومسموع عن العرب الخل. وقد يدهش القارئ إذا علم أن كلمة (بويضة) تصغير بيضة هي مستند النحاة الكوفيين منذ أكثر من ألف سنة في تجويزهم في كل مصغر فيه ياءان متعاقبان أن تقلب الياء الأولى منهما واواً، فيقولون في تصغير شيخ شويخ، وفي بين بويت، وفي عين عوينة وهكذا. وذلك قياساً على ما سمعوه عن العرب. وهو (بويضة). نص على ذلك الأشموني على الألفية عند شرح قول ابن مالك: واردد لأصل ثانياً ليناً قلب. . . والعلامة السيوطي في كتابه همع الهوامع عند الكلام على التصغير بالجزء الثاني من هذا الكتاب. نعم وقد وقع تقصير في كتب المعاجم اللغوية، فلم تذكر ذلك، ولكن عدم الذكر لا يدل على عدم الوجود. وكم من مفردات لغوية تذكرها كتب المعاجم! أما (بينهم انسجام) فهو صحيح على ضرب من التجوز الذي لا حجر فيه في اللغة العربية متى وجدت العلاقة والقرينة المصححتان للاستعمال. وهذا من تشبيه توافق الناس وانتظامهم في مشاربهم بتوالي انسجام الدمع مع العين، أو الماء النازل من السماء على نمط واحد بدون اختلال. ومن هذا يعلم صحة قول الأطباء: بويضات جمع بويضة، ووجاهة قول من قال: هؤلاء بينهم أو ليس بينهم انسجام.
(كلية التربية)
عبد الحميد عنتر
١ - حول المؤرخ المصري أحمد بن زنبل الرمال وكتابه:
يذكر أنور زقلمه في كتابه المماليك في مصر أنه اعتمد على كتاب صغير وضعه رجل يدعى ابن زنبل الرمال. وللحقيقية والتاريخ أقول إنه ليس هناك ثمة مؤرخ عرف بهذا الاسم إلا المؤرخ المسلم أحمد بن علي بن أحمد المحل. ولقد ذكر الدكتور محمد مصطفى زيادة طرفاً من الحديث عن هذا المؤرخ في كتابه (المؤرخون في مصر في القرن الخامس عشر الميلادي القرن التاسع الهجري) في ص٧٥، ص٧٦. ويذكر الدكتور زيادة أن لابن