وقد عرضت فيها أسباباً لقلق الناس وحيرتهم، وشقاوتهم بعقولهم وأعمالهم، وبما صنعت أيديهم، وراء هذه الأسباب أسباب أخر. وما أردت الاستيعاب والاستقصاء. وقد دعوت إلى أمور رأيتها طباً لهذه الأدواء، وشفاء لهذه العلل، ومعها أمور أخرى، متصلة بها أو تابعة وما حاولت الاستقراء والإحصاء
ولم يقف بالقلم عند هذا الحد بلوغ الغاية أو الإبقاء عليها. ولا ضيق المجال، ولا نضوب الرأي وقصور القول: بل وقف بالقلم طول لا طريق وبعد الغاية، وأنها سبيل يغني فيها الإيجاز، وتكفي فيها اللمحة والإشارة والدعوة والتنبيه والإيقاظ والتحذير. وكذلك وقف بالقلم الترويح عن القارئ والإشفاق من أن يمل من هذه السلسلة الطويلة وراء هذا العنوان الوحيد.
وإني لأدعو كل مفكر وأحفز كل كاتب إلى أن يمنح هذا الموضوع بعض عنايته، ويصرف له بعض وقته أداء للأمانة وقياماً بالواجب.
وعسى أن أعود إلى هذا الموضوع أو موضوع يتصل به ويمت إليه. والله نسأل السداد في الرأي والإخلاص في القول والعمل، وهو حسبنا ونعم الوكيل.