للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

١٩١٥، ١٩١٦ تعرضت القناة مباشرة لهجوم من جانب الجيش التركي، وإذا من ضفة القناة الشرقية تبدأ حملة الهجوم المضاد الذي اقتحم سيناء وفلسطين وسوريا ولبنان وانتهى عند جبال طوروس سنة ١٩١٨

وفي سنة ١٩٤١ - ١٩٤٢ تكرر الهجوم من ناحية الصحراء الغربية ووجهته منطقة القناة، والذي ساعدته الظروف لزيارة هذه الجهة أيام معارك العلمين كان يرى التجمعات التي أتت تترى من قوات الجيش التاسع وأخذت أماكنها على الضفة الشرقية لقبول المعركة إذا قدر لقوات المحور اقتحام استحكامات الدلتا ووصولها إلى منفا في قناة السويس.

فهذه الجيوش التي تجمعت في الحرب العالمية الأولى والثانية كانت تقصد بهجمتها قناة السويس وانتزاع هذا الموقع الهام باعتباره الشريان الحيوي الذي يربط القارات الثلاث، وجاءت هزيمتها في العلمين بهجوم مضاد استمر حتى تونس في الحرب الأخيرة ١٩٤٢.

فالذي يسيطر على القناة، يسيطر على مقدرات الحروب وتوجيهها وانتصاراته، ويفرض على خصمه ما شاء من القرارات الحاسمة التي يتوقف عليها مصير الحروب ونهاية المعارك ونحن إزاء هذه الأهمية نرجو ألا يشاركنا غيرنا بامتلاك طريق عالمي آخر يقلل من أهمية هذه المنطقة في يوم من الأيام.

٥ - هذا ما لمسناه في السنوات الاخيرة، أما في الماضي فقد لعب هذا الموقع الجغرافي لمصر صاحبة السيادة على برزخ السويس دوراً هاماً في حياتها، إذ جعلها صاحبة احتكار الطرق البرية والبحرية بين الشرق والغرب.

ففي القرون الوسطى، كانت مصر تحتل مكاناً مرموقاً في اقتصاديات العالم المعروف وقتئذ. وكانت تجارة جزء كبير من الدنيا يمر من البحر الأحمر عبر مصر إلى موانئ البحر الأبيض المتوسط، وكانت مراكز التجارة في إيطاليا تشارك مصر في هذا الاحتكار وخصوصاً مدينة البندقية.

٦ - وما كاد يكتشف طريق رأس الرجاء الصالح إلى الهند حتى فقدت مصر أهمية موقعها الجغرافي الممتاز الذي كان يدر الخير عليها، ولم تقبل مصر أن تقف موقفاً سلبياً بل أرسلت حملات بحرية إلى آسيا عن طريق برزخ السويس وساعدها في ذلك حلفاءها من البنادقة، وكان القصد منها رد غائلة البرتغاليين عن الهند. وأراد هؤلاء أن يهاجموا مراكز

<<  <  ج:
ص:  >  >>