للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

بذلك إلى بكر مصورة حالة حين عاد إلى المدينة مضطرباً مفزعاً قد أخذت منه الحيرة والمفاجأة كل مأخذ. وعلى ذلك تكون قراءة البيت:

ولكن يدهدي بالرجال فهبنه - إلى قدر، ما أن يقيم ولا يسرى

أي أن رجال بني ذبيان يدهدهون أبا بكر بالزقاق، فيزجونه إلى قدره وقضائه، وقد سدت في وجهه المسالك، وأعيته الحيلة وأخذت منه الحيرة، ونالت منه المفاجأة، فهو لا يقيم ولا يسري

ذلك - فيما نرى - أدنى إلى سياق القصة، وأقرب إلى روح العلم، وما ينبغي لطالب من الأمانة في التدقيق، ومن البعد عن البت والجزم حين تحتمل المسائل أكثر من وجه. ولعل الأستاذ أبا حيان واجد في كلمتنا هذه ما يشيع الرضا في قلبه فلا يحس (بالحسرة تلدعه)، وما يعيد الطمأنينية إلى نفسه فلا يعود (يشكو إلى الله) أن يتهجم الجامعيون على الشعر القديم فيما يعرضون له من بحوث.

السيد مصطفى غازي

ليسانس في الآداب من جامعة فاروق الأول

<<  <  ج:
ص:  >  >>