للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في هذا الفلم ملحقاً فكاهياً على الهامش.

والفلم ليس معدوم الغاية القيمة فحسب بل هو على عكس ذلك، لأنه يقدم بطلين منحرفين هما: يوسف وفاطمة، ويظل يعرض انحرافهما وعبثهما في تصوير مغر جميل، ويظل يعطف عليهما حتى النهاية السعيدة، فهو وأن تم له الجمال الحسي، يفقد ناحية الجمال المعنوي الذي يبرز من مناصرة الحق والخير.

وحوادث الفلم تجري نحو مناظر الرقص والمال الغناء، فتعثر في جريها. ومن هذه العثرات أن نرى يوسف يغني في حفلة زفاف ويقود فرقة يحمل أفرادها الطبول من غير أن نعرف صفته في ذلك. ولا نرى أي سبب يدعو إلى يأتي هذا الشاب الغني الغير محترف ليحي حفلة زفاف، ولكن الحادثة تجري بيوسف إلى هذه الحفلة ليلتقي براشيل التي ترقص فيها. والعجيب أن الفلم يملي علينا إملاء أن تعرف راشيل يوسف على أنه شاب غني وهي تراه في زمرة المحترفين حاملي الطبول. . .

ولم أقف على سر الطريقة العجيبة التي كان يتبعها يوسف عندما يعرف أسم الفتاة التي تقع له، فيدس يده في جيبه ويخرج الخاتم المنقوش عليه أول أسمها. . . فلو فرضنا أنه يحمل معه دائماً التسعة والعشرين خاتماً فكيف ينتقي الخاتم ويخرجه بمجرد معرفته الاسم؟

ويظهر أن المنازل و (الفلات) صنعت في هذا الفلم على طراز خاص بحيث يمكن القفز من شرفاتها ونوافذها في غاية اليسر، فترى الهارب يسير من النافذة إلى ممر ممهد فيصل إلى الشجرة المعدة خاصة للهرب. . . حتى يصل إلى الأرض سالماً غانماً. وهل يليق بفاطمة التي تفر من النافذة حين يمنعها عمها عن الخروج، لتلقي حبيبها بثيابها الحريرية المكوية - هل يليق بهذه الفتاة الناعمة أن يمسها أذى أو يذهب صقل المكواة عن ثيابها، من القفز على الجدران والسقوط على الأشجار. . .؟ لا يليق غير ذلك لأن المخرج يريد ذلك!

وفي أي مكان من بلاد الله تقام حفلة يبحث فيها فتى عن فتاته، فيظل يشتبه في عدد من الفتيات، يتوسم كلا منهن ويقبلها وهي ساكنة تبتسم، فيعرف من طعم القبلة أن (المشتبه فيه) ليست فتاته، وإنما هي تشبهها فقط. . . ولو أن (العدوى) الذي يدعوه الناس للبحث عما يضيع منهم، جرى في عمله على ذلك النمط الذي جرى عليه بطل الفلم في البحث عن

<<  <  ج:
ص:  >  >>