للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى موقف كل خليفة من وزيره. ومن رجاله، وأدى إلى ذلك الموقف من حوادث، وما أدى إليه هذا الموقف من نتائج.

وعلى نمط من هذا، درس حياة عدد من وزراء الدولة العباسية، منهم: أبو أيوب المورياني والربيع بن يونس وأبو عبيدة ومعاوية أبن عبد الله، ويعقوب بن داوود، والفيض بن صالح، وإبراهيم أبن ذكوان الحراني

ونود لو عنى الأستاذ في أبحاثه بأن يزيدنا علماً بمنشأ كل رجل من أعلامه، وأن يقدم لنا شيئاً عن سني حياته الأولى، مما يكون له أثر - بلا ريب - في تكوينهه وتوجيهه. نقول ذلك لخلو بعض التراجم منه.

على إنني لحظت أن كثير من دراسات هذا السفر القيم، تركزت في حوادث شخصية. فردية. واعتقد أن الأستاذ الفاضل بجوار ذلك، لو عنى بالحوادث العامة وصلتها بالوزير وصلة الوزير بها، لكان حديثه أرفه وأمتع.

ثم أني أحسب الوزراء في الدول العربية الأولى إنما أختيروا لفرط أدبهم وسليم منطقهم ورائع لفظهم وجامع حكمتهم. وهذه ناحية لم تتضح وضوحها المرجو في كتاب ككتاب صديقنا الأستاذ برانق، وهو من تعرفه علماً وأدباً. وإني لواثق كل الثقة أنه سيعير هذه الناحية عناية في أجزاء الكتاب التالية.

وأخيراً، كنت أحب أن يعقد الأستاذ نبذة بين نبذ تصويره الطويل، يتحدث فيها عن منصب (الوزارة) من الناحية التاريخية، ومن اختصاصات الوزير، والفرق بينه وبين غيره كالحاجب، وبلغ تقلب هذه الاختصاصات في الدول الإسلامية ودرجة سمو منصب الوزير، أو صفته في كل منها. إلى غير ذلك مما يتصل بهذا المنصب الهام ولعل الأستاذ أن يلم بها الموضوع في مناسبة من مناسبات بحوثه القادمة.

وبعد فقد سد هذا الكتاب فراغاً ملحوظاُ في المكتبة العربية الإسلامية. من أجل ذلك نزجي لمؤلفه الفاضل الثناء الجم والشكر المتصل وجزاه الله عن العربية والإسلام خير الجزاء

(حلوان)

محمود رزق سليم

<<  <  ج:
ص:  >  >>