للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

ولقد فعل فلم تكشف إنكلترا عن نواياها، حتى إذا تركنا الأخذ بأسباب القوة، وتنكبنا الطريق التي رسمها، هب إعصار الآنجليز، فاكتسح استقلالنا، ومسخ قوميتنا، وشوه تاريخنا؟

حقا، لقد أيدت الحوادث صدق نظر محمد علي وسذاجة الرحالة السويسري!.

وهكذا تفتحت عبقرية محمد علي الكبير وهو بعد لم يزل واليا صغيرا!

لقد احب مصر لدرجة العشق والهيام، وتمنى ان لو كان لديه اكثر من روح واحدة حتى يقدم الآلاف في سبيلها؟

ولقد ضحى فعلا بابنه إسماعيل وبطوسون وبإبراهيم، وأخيرا بروحه هو نفسه.

وهكذا أعطى مصر اكثر مما أعطته، ومنحها اكثر مما منحته واصبح اسمه علما على نهضتها وعظمتها في تاريخها الحديث. لقد اخلص محمد علي في حبه لمصر لمعشوقته الحسناء، وفتاته الهيفاء، حتى الرمق الأخير. . .

فلا عجب إذا احتفلت قلوب المصريين بذكرى المؤسس الأول الخالد في سجل الخالدين وهي تهتف بلسان واحد:

حقا لقد كان عبقريا!

كمال السيد درويش

مدرس بالرمل الثانوية - الإسكندرية ليسانسيه الآداب بامتياز

ودبلوم معهد التربية العالي وعضو الجمعية التاريخية لخريجي

جامعة فاروق

<<  <  ج:
ص:  >  >>