فصدقْ يا فدتك النفس رؤيا ... رأتها في المنام كذاك عيني
فأمر له بذلك وقال له: لا تعد ان تتحلم علي ثانية، فاجعل حلمك أضغاثا ولا أحققه
ونديم يجد في نفسه الجرأة على تلفيق الرؤيا إما م الخليفة له من الدلال عليه ما يشفع له، وإلا لالتمس لنفسه أسلوبا اسلم. ونعرف دلال أبى دلامة على المنصور من إعفائه إياه من السواد والقلانس دون الناس: فقد أمر أبو جعفر أصحابه بلبس السواد وقلانس طوال تدعم بعيدان من داخلها، وان يلقوا السيوف في المناطق ويكتبوا على ظهورهم (فسيكفيكم الله وهو السميع العليم). فدخل عليه أبو دلامة في هذا الزي فقال له أبو جعفر: ما حالك؟ قال: شر حال، وجهي في نصفي، وسيفي في استي، وكتاب الله وراء ظهري، وقد صبغت بالسواد ثيابي. فضحك منه وأعفاه وحده من ذلك، وقال له: إياك ان يسمع هذا منك أحد.
وفي هذا يقول أبو دلامة:
وكنا نرجى من إما م زيادة ... فجاد بطول زاده في القلانس
تراها على هام الرجال كأنها ... دنان يهود جللت بالبرانس
فهل كان الخليفة يعفيه من ذلك اللباس من دون الناس لولا دلاله عليه؟. . .