كان العربي يصنع الصنم فإذا جاع أكله، وهذا يدل على العقلية العملية البعيدة عن العقائد الحالمة.
فنحن لسنا من الحلمين ولسنا أوربيين، إنما نحن. . . نحن عرب مسلمون، لم تؤخرنا نزعة دينية ولا فلسفة روحية، وأنا لم يأخذني أبدا رنين الكلمة السائرة التي قالها أمين الريحاني وهي:(أنا الشرق عند فلسفات، فمن يبيعني بها دبابات؟) فالشرق العربي الإسلامي لم تعقه فلسفات عن دبابات، وإنما العائق، كما جاء في مقالة الأستاذ المصري سياسة الاستعمار والاقطاع، وبالتخلص من هذين يشتري الشرق العربي الإسلامي الدبابات، لا بما لديه من فلسفات.
في مسابقة المجمع اللغوي:
أعلن المجمع العربي عن مسابقة في نقد الشعر العربي من منتصف القرن التاسع عشر إلى اليوم.
فهل يريد المجمع الشعر العربي في جميع البلاد الناطقة بلغة الضاد الممتدة من المحيط الأطلسي غربا إلى الخليج الفارسي شرقا، ومن جبال طوروس شمالا إلى خط الاستواء جنوبا، بالإضافة إلى إنتاج الشعراء الذين يقيمون في أمريكا وأوربا؟
ارجوا التكرم بالإفادة ولكم جزيل الشكر.
محمد سيد كيلاني
رجعت لنص المسابقة وهي مسابقة سنة ١٩٤٩ - ١٩٥٠ فوجدته يتضمن ان يجاز بمائتي جنيه (احسن بحث في نقد الشعر العربي في الفترة التي تبدأ في النصف الثاني للقرن التاسع عشر إلى اليوم - ولا ينقد شعر الأحياء) والواقع انه موضوع مترامي الأطراف، وهذه الفترة بالذات زاخرة بالإنتاج الشعري المتنوع المذاهب والمختلف الألوان، بل هي تشمل الشعر العربي الحديث كله وهذا الشعر ليس من السهل الحصول عليه أو على نماذج لمذاهبه ومواطنه، ومراجعه نادرة، وطرقه متشعبة. وهو الموضوع الذي قررت الجامع إنشاء كرسي له يسمى (شوقي) ولا تزال حائرة في اختيار أستاذه.
فكيف يوفى ذلك الموضوع في بحث يقدم في مثل هذه المسابقة؟ ان المجمع ينظم هذه