في الأفلام المختلفة أصبحت ذات شخصية تتميز بالظرف الشعبي الأصيل، وهي كذلك في هذا الفلم، إماعلاقة فاطمة بها عجيبة. . . أمراه ترتزق من صنع البسبوسة والكنافة والمهلبية، تؤوي في بيتها فتاة لا عمل لها الا الغناء في الشرفة، كأنها تعدها خاصة لمغازلة محمود إياها وليتنازع عليها الأخوان!.
وإماسميحة توفيق فقد قامت بدور الفتاة اللعوب فأجادت في هذا الدور اكثر من تأديتها لدور الفتاة المحبة المضحية، فلقد كانت متكلفة في هذا، كما كانت متكلفة في الأغنية التي غنتها، والأغنية نفسها كانت سخيفة، فهي تغني لحبيبها فتقول:(يا خرابي عليك!) وفي هذه الفتاة الحيوية والقدرة على التعبير، ويلمح المشاهد فيها مواهب لم تظهر، لأنها لم تغتسل، في هذا الفلم.
واظهر شئ في الفلم مجافاته للواقعية، فحياة العمال ومساكنهم وملابسهم وسائر مظاهرهم لا تقل عن أمثالها في حياة العمال بأمريكا! وتصور ان منزل الحاجة محروسة بائعة البسبوسة فيه أشجار وأزهار تغرد بينها أحلام!.
وعهدنا بالمرقص الكبير ان تكون مرادا للأغنياء والوارثين ولكنا نرى رواد المرقص الفخم في هذا الفلم، ومحط انظار حسانه الفاتنات، من عمال مصانع الزجاج الأهلية. . .
ومن مآخذ القصة ان والد فاطمة بدا في أول القصة شيخا ضعيفا مقعداً، فهو لا يكسب شيئا من عمل يزاوله، ويدل منظره وحالته في المنزل وأثاثه على معيشة لا باس بها، فلا بد ان يكون له أيراد ما، وتهدم المنزل لا يذهب الا بالرجل وأثاثه، ولكنا نرى ابنته شريدة لا تجد قوتها، فأين مصادر الإيراد التي كان يستمد منها أبوها؟