السباعي، والأول هو مخرج الفلم، واشترك الثاني في التمثيل وهو في الفلم (فريد) ومثل كمال الشناوي (محمود) وأحلام (فاطمة) وسميحة توفيق (نجمة) وماري منيب (الحاجة محروسة).
والقصة كما ترى تدور عن نزاع أخوين على امرأة، وهي قصة عريقة في القدم، قصة ابني آدم قابيل وهابيل. ولننظر كيف عولجت في هذا الفلم، ولكن أرى أني أمام أمر آخر هو ولا شك أهم من موضوع القصة في نظر العاملين في إعداد الأفلام المصري، وذلك هو استخدام مميزات في الممثلين وتطويع الحوادث لإبراز هذه المميزات، معنا الآن: صوت أحلام، ووسامة كمال الشناوي، وظرف ماري منيب، ورشاقة سميحة توفيق. إماأحلام (فاطمة) فتراها في أول الفلم تلميذة في المدرسة، فلا بد ان تكون مدرسة موسيقى لتغني في (الفصل) أغنية تتضمن التنديد بظلم الرجل للمرأة، وهي أغنية لا مناسبة لها، وهي أيضا تافهة فهي تلخص ظلم الرجل للمرأة في انه يريدها عالة عليه! ثم تقول انها لا بد ان تطالب بحق الانتخاب، وهناك تضع أحلام اسفل قبضة يدها على كفها اليسرى وتحركها لغيظ الرجال واشعارهم بحرقة الفلفل! وهي حركة غير لائقة، وهي كذلك بائخة.
وفي أحد المناظر يقال ان فاطمة ذهبت إلى أمها بحلوان، ثم تظهر فاطمة في حلوان لا مع أمها ولا في منزلها بل في حديقة كبيرة، وذلك لتغني أحلام بين الأشجار والأزهار في حديقة حلوان التي خلت لها. . . ارأيت حديقة عامة تخلو لمطربة كي تغني فيها وحدها. .؟.
وأحلام مغنية ذات صوت جميل، ولكنها في الفلم تغني بطريقة واحدة في المواقف المختلفة، ولا ينسجم غناؤها مع الحوادث، فتشعر كأنها تغني ريثما يتيسر تتابع المناظر. وقد أجادت تمثيل البنت المسكينة، وهي تصلح للأدوار التي تستحق فيها العطف لا الحب.
إماكمال الشناوي فله نصيب الأسد في هذا الفلم، فقد طغى على من معه، وهو الممثل الأول فيه، وتسير به القصة على انه البطل الجميل المحبوب الخير، واخوه مكروه لا تستخف البطلة ظله فلا بد ان يكون مرذولا يدبر الأذى حتى يقع في شر أعماله. قد يقع هذا في الحياة أو قد لا يقع، لكنه لزام في اكثر أفلامنا المصرية.
وإماماري منيب فقد اختيرت (ملكة للبسبوسة) وملجأ لفاطمة، ولكثرة قيامها بمثل هذا الدور