للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على ان الذي عجبت له ان يعرف هذا السيد (الشامي!) أنني من (السلط من شرق الأردن) ثم لا يعرف إلى جانب هذه الحقيقة - التي لم أنكرها يوما - أنني مواطن من فلسطين منذ ما ينيف على الأربعة عشر عاماأساهم في التوجيه الثقافي في هذه الفترة من الزمن. ولقد طفت في مختلف أنحاء البلاد زائرا أو محاضرا، فتعرضت إلى النفر المثقف من أبنائها. ولعلي لا أبالغ حين ازعم ان الكثيرين من هذا النفر الطيب يعدونني في معارفهم ان لم اكن في أصدقائهم.

ولقد عجبت أيضا ان يفوت هذا السيد (الشامي!) - إلى جانب ما عرف - أنني منذ سبع سنوات أحاضر من محطتي القدس والشرق الأدنى، ثم من محطتي دمشق وبغداد (بعد ذلك) عن الأدبوالأدباء في فلسطين من قديم وحديث، حتى انتهيت من هذا كله إلى ان أضع كتابا بعنوان (الأدبفي فلسطين) وان انشر في مجلة الرسالة الزاهرة ما يزيد على عشرة فصول منه، دون ان أجد من يعترض على ما كتبته أو حاضرت به من أدباء البلاد وأبنائها!!.

ثم لا ادري أخيرا كيف فاته ان يعلم ان إدارة المعارف الفلسطينية انتدبتني للعمل في معاهدها بفضل هذه المواطنة التي أشرت إليها آنفا. . . فهل ترى يا أخي المعترض بعد ذلك كله؟ (ان معرفتي بجغرافية فلسطين واهلها (على رأيك) محدودة جداً)، فان كان (خطبك!) - يا أفادك الله - يقف عند حدود الإشفاق على جغرافيا فلسطين (وليس غير؟) فليفرغ روعك، ولتعلم أني ما تحدثت عن مكان الا وقد نطاته قدماي، ولا ترجمت لأديب الا بعد روية وتبصر واطلاع على ما تصل إليه يدي من أثاره. ثم ان الذي نشرته (أو أذعت به) فصول من كتاب، وان في الكتاب ما تفتقده من تتبع تلك الفصول.

ومع ذلك لن يضيرني أبدا ان أجد من يأتي بأوفى مما أتيت به، ويصنع اكمل مما صنعت. فما أنا وذاك الا خادما حقيقة، لا نستوفي عما نصنعه اجراً، الا ان يكون مثل هذا الإعجاب الذي كتمه فؤادك ونم عليه قلمك!.

محمد سليم الرشدان

<<  <  ج:
ص:  >  >>