للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إيف: (في بطء) أفكر قليلا في أمور خطيرة، وكثيرا في أمور تافهة!

الجد: أصحيح ما تقولين؟ إذا لم تخني الذاكرة، فقد كانت أمك كذلك، وكانت أمها مثلها.

إيف: نعم! إننا من طينة واحدة. ما اغرب ذلك. الا يدعو أمر من هذا النوع إلى العجب!

الجد: لا يدعو إلى الغرابة الا السر المجهول، وحتى ذلك لا يبدو غريبا إذا اتصل بعلم الإنسان!

إيف: (متنهدة) نعم يا جدي!

الجد: لماذا تتنهدين يا وردتي العابقة!

إيف: لماذا تتنهد كل امرأة!

الجد: حقا. . . لماذا. . .؟ لقد حيرني هذا الأمر طويلا!

إيف: آه. . ترى لو قيل لي اختاري شيئا واحدا بمفرده من الدنيا بأسرها، فهل كنت أستطيع ذلك؟

الجد: لا تتعلقي بأمل واحد، مخافة ان تمر بك آمال أخرى فلا تتلفتين إليها في سير الحياة!

إيف: لست اعرف بالضبط أملا واحدا أهفو إليه.

الجد: أكان هذا سبب تنهدك؟

إيف: نعم. . . انه عمر حافل، تكاد صوره تفلت من ذاكرتي. (يتنهد) والذي اعرفه انه كان طويلا جدا.

إيف: إذن في مقدرك ان تخبرني عن اثمن شئ في الدنيا؟

الجد: ان اثمن شئ في الحياة يا بنيتي، هو الشيء الذي لا تصل إليه يد الإنسان، والإخفاق هو أساس التقدير. لا تتعبي خيالك المرهف بأفكار معقدة من هذا النوع.

إيف: لست أنا التي تضطرب في مهب هذه الأفكار، ولكنها هي التي تدفعني إلى الاضطراب دفعا عنيفا في تيارها.

الجد: ان كل إنسان في الدنيا يتمنى ان يحصل على الصحة والثروة والسعادة.

إيف: (مفكرة) الصحة. . . والثروة. . . والسعادة.

الجد: لا اعرف إنسانا اجتمعت عنده هذه الإما ني الثلاث، وقلما أدرك أحد أمنيتين منهما؛ وإذا كان في استطاعتك الحصول على واحدة منها فان حظك لسعيد.

<<  <  ج:
ص:  >  >>