للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قد يعترض معترض بأن هناك لوناً من الاستحالة المادية في طبع الملايين من الكتب لتوزع على الملايين من الأفراد، فضلاً عن التكاليف الباهظة التي ترهق الميزانية وفضلاً عن الوقت الطويل الذي ينفق في سبيل الترجمة والمراجعة والنشر. . . إذا تحقق شئ من هذا فلا بأس من التلخيص والتركيز لنقدم إلى الشعب فصلاً صغيرة تقوم مقام النشرات، وعندئذ ينتفي الاعتراض إذا ما تفادينا إضاعة الوقت والجهد والمال!

وهناك فضلاً عن ذلك ميادين الصحافة اليومية والأسبوعية ومحطة الإذاعة اللاسلكية؛ ففي تلك الميادين تستطيع وزارة الدولة أن تكرس الجهود عن طريق المقالات والمحاضرات، لتغلق كل نافذة يمكن أن تهب منها الرياح التي تزكم الأنوف المريضة، وتهز العقول الفارغة، وتعصف بنفوس السذج ممن يصدقون كل ما يقال!

وقد يعترض معترض آخر بأن هناك مشكلة ستظل رغم تلك الحلول وهي مشكلة المشكلات؛ وخلاصة المشكلة الكبرى هي أن هناك أناساً سيبقون على أمانيهم بالأفكار المنحرفة مهما جاهدنا في مكافحة الفكرة بالفكرة ومحاربة الدليل بالدليل، ذلك لأنهم تجار مبادئ وأصحاب أهواء وأغراض. . . وتلك فئة قد عاهدت الشيطان على أن تسد منافذ السمع دون صوت الحق ومنطق الضمير، فلا وسائل الإقناع بمجدية، ولا بنافعة طرائق التوجيه والإرشاد!. . .

إذا واجهتنا تلك المشكلة الخطيرة فلدينا العلاج الحقيقي للقضية كلها، أو قل أنه السلاح الرئيسي الذي يرد أسلحة الدعاة وهي مفلوله لا تقطع ولا تدفع. . . إنهم ينفثون سمومهم في كل بقعة يلوح لهم منها شبح الفقر وتبدو معالم الحرمان، وفي كل مجموعة من الأحياء تجأر بالشكوى منادية برفع غبن أو مطالبة برد حق مهضوم. وإذن لنعمل جاهدين على تحقيق العدالة الاجتماعية التي لا تفرق بين فرد وفرد ولا بين فريق وفريق. . . علينا أن نهيئ العلم للجاهل، والعمل للعاطل، والدواء للمريض، والحياة الكريمة التي توفر الاستقرار للموظف والعامل والفلاح، وعندئذ تذهب دعوة السوء صرخة فارغة في واد عميق وتكسد البضاعة الزائفة حين تغلق في وجه تجار المبادئ المنحرفة كل سوق من الأسواق!

لحظات مع توفيق الحكيم في (شهرزاد):

ورد الحوار التالي في مسرحية (شهرزاد) للأستاذ توفيق الحكيم. . . المنظر السابع ص

<<  <  ج:
ص:  >  >>