شهرزاد - لا أظن أنها تقارعك أو تتكلف لك. ما أنت إلا شعرة في رأس الطبيعة.
شهريار - كلما (ابيضت) نزعتها.
شهرزاد - إنها تكره الهرم.
شهريار - نعم.
شهرزاد - تنزعها كي تعود من جديد.
شهريار - (فتية قوية)!
والشعرة البيضاء إذا انتزعت لا تخرج محلها إلا شعرة بيضاء لا فتوة فيها ولا قوة، ضعيفة كأصلها واهية كأصلها. . . فهل ترى أن الأستاذ الحكيم قد وفق في تكوين هذه الصورة البيانية أم أنه قد أعجم علي الفهم؟ نرجو أن تبينوا لنا هذا في تعقيباتكم ودمتم ذخراً للأدب.
إسماعيل محمد السامرائي
بغداد - العراق
هذه اللمسة من الأديب العراقي الفاضل لمسة جد موفقة. وإنه ليستحق عليها خالص الإعجاب. . . ذلك لن الواقع المحس يؤيده كل التأييد فيما ذهب إليه! إن الصورة الفكرية هنا تبدو مهزوزة، أتدري لماذا؟ لأن توفيق الحكيم يعمد أحياناً إلى الفلسفة اللفظية؛ الفلسفة التي تعتمد على ظاهر اللفظ دون أن تنبع من أغوار النفس، وهذا هو المأخذ الذي نستطيع أن نعثر عليه في كثير من قصص الأستاذ الحكيم ومسرحياته!
صراع الأفكار لا صراع النفوس، هو السمة الغالبة على فن توفيق الحكيم، ومن هنا تهتز الصورة الفنية أحياناً وتهتز معها الصورة الفكرية. . . إن صراع النفوس حين ينقل عن واقع الشعور ينتفي معه كل تناقض لمنطق الحياة، وعلى العكس من ذلك تجد صراع الأفكار؛ لأنه صراع جدلي في أغلب حالاته يهمه مقارعة الحجة بالحجة، لتنتصر في معركة الألفاظ فكرة معينة نبتت في رأس الفنان فوضعها على لسان شخص من الشخوص، ولا بد لها أن تنتصر على سنان قلمه؛ لأنه يريد لها أن تنتصر، ولو كان ذلك على حساب الحقيقة النفسية التي تعبر عن الواقع فتصدق في التعبير!