للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صامتة، ثم مد كل منهما يده إلى صاحبه فصافحه مصافحة طويلة. . . الخ)

ثم يعود الدكتور في الفصل نفسه فيقول في ص (٥٣): (وكان ورقة يقص هذا الحديث هادئاً مشرق الوجه باسم الثغر وكانت يد نسطاس تجري على قرطاسه بتفسير ما يسمع في لغة يونان)!

كيف تتفق هذه الفقرة الأخيرة يا سيدي مع الفقرات السابقة ألا ترى أن هناك شيئاً من التناقض بين القولين، التناقض الذي يتمثل في أن نسطاس قد كف عن الكتابة هناك بعد أن سكت ورقة، وفي أنه قد عاد هنا لتجري يده على قرطاسه بتفسير ما يسمع؟ أرجو أن أسمع رأيك، وما جئت إليك أسألك إلا لأن رأيك هو الصواب، ودمتم عوناً لطلاب المعرفة.

عمر عيسى السامرائي

العراق - معهد التربية البدنية

عندما اطلعت على رسالة الأديب الفاضل قلت لنفسي: تناقض لاشك فيه. . . وعندما رجعت إلى كتاب الدكتور طه حسين وجدت الأمر على غير ما صوره الأديب الفاضل في رسالته، لأنني وقفت عند صفحة بين الصفحتين اللتين نقل عنهما صاحب السؤال تلك الفقرات التي بدا له أن فيها رأيين متناقضين وقفت عند هذه الصفحة لخرج من سطورها بحقيقة ملموسة، وهي أن الأديب العراقي الفاضل قد مر بها معجلا فيما يظهر، فلم يتنبه لتلك القصة الأخرى التي قصها ورقة على نسطاس بعد فراغه من القصة الأولى. . . الواقع أنه لا تناقض على الإطلاق ففي ص (٥١) كان ورقة ينقل إلى نسطاس أول قصة سمعها من السيدة خديجة عن الرسول الكريم، وعندما انتهى ورقة من قصته تلك (سكت فلم يقل شيئاً وكف نسطاس فلم يكتب شيئاً وظل الرجلان في هذا الصمت والسكون ساعة. . . وعندما ذعرا من هذا الصمت وكأنما هبا من نوم عميق) بدأ ورقة في ص (٥٢) يقص على نسطاس قصة أخرى عن الرسول الكريم، وعندما انتهى ورقة من قصته الثانية كان في ص (٥٣) (هادئاً مشرق الوجه باسم الثغر، وكانت يد نسطاس تجري على قرطاسه بتفسير ما يسمع في لغة يونان. . .) ومن هنا يرى الأديب الفاضل أنه قد ظلم الدكتور طه حسين بلا ذنب ولا جريرة؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>