للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

من هذا النوع من التصميم تنبع قص بوكاشيو في دي كامرون، وهي تشابه قصص ألف ليلة وليلة في بقاء القاصين في مكان واحد في حقل العشب الأخضر في تلال الفيزول، وفي غرفة الملك شهريار في بغداد. وهو جمود يضفي على قصص الكاتبين لوناً من الكسل والخمول. أما قصص كانتباري تشوسر فتتسم بالحركة والنشاط والحياة، فالحجاج الذين يقصون القصص لهم سمات الأحياء تميزهم وتتعرف شخصياتهم في سهوله ويسر.

والضعف الذي نلمسه في قصص دي كامرون حين نقارنها بقصص كانتاباى لا يتصل بالخطوط الرئيسية في بنائها وإنما يتصل في الأشخاص. فأشخاص قصص كانتباري يتحركون فيمثلون الحياة الاجتماعية الإنجليزية في القرن الرابع عشر، لكل منهم شخصيته مستقلة واضحة المعالم. أما أشخاص بوكاشيو فليس في المقدور تمييز الواحد عن الآخر. وليس هنالك فارق بين لورنا وفيلومينا، وربما حسبناهما ديونيو أو فيلستراتو. أما فيتاميتا أقوى أشخاصه فإننا لا نراها وإنما نستمع إليه يصف جمالها وذكرياتها ويقحمها في مجال القصص من وقت إلى آخر.

(البقية في العدد القادم)

ماهرة النقشبندي

<<  <  ج:
ص:  >  >>