ولاشك أن الإسلام والعروبة صنوان، والباكستان الإسلامية تتجه الآن إلى العروبة اتجاهاً ظاهراً، لا بتعزيز علاقاتها بالدول العربية فحسب، بل كذلك بما شرعت فيه من العمل على نشر اللغة العربية بين أهليها والبدء باتخاذها لغة ثقافية لها، إلى ما تدعو إليه الضرورة الدينية من فهم لغة القرآن الكريم، وسيفضي ذلك إلى اتخاذ العربية لساناً قومياً لا ثقاً بأكثر أمة إسلامية، وإن توحيد لغة التفاهم بين المسلمين كفيل بالتقارب وتبادل الآراء بينهم. وحكومة الباكستان جادة في تعليم اللغة العربية بمدارسها، وهي تتجه في ذلك إلى مصر كما تتجه إلى الأزهر خاصة للتوسع في التعليم الإسلامي. وقد افتتحت الإذاعة العربية من الباكستان يوم الاحتفال بعيد استقلالها، وبرامج هذه الإذاعة حافلة بالإنتاج المصري في الفنون والثقافة، وقد اختير لإرادة هذه الإذاعة شبان مصريون مثقفون.
وبعد فإني أريد - مع اغتباطي بكل تلك المظاهر - أن أهمس في آذان زعماء الباكستان وقادتها، أن يبدؤا بأنفسهم فيتعبوها قليلاً بتعليم اللغة العربية، لتكون لساناً لهم، بدل الإنجليزية في البلاد العربية على الأقل.