المرأة الباكستانية، فغنت (نشيد الباكستان) الذي نظمه الأستاذ عبد المنعم إبراهيم، وهو نشيد جيد حبذا أن تتخذ الباكستان نشيداً دائما، على أن يلحن تلحين الأناشيد، فقد (عنت) فيه ملك على طريقها المعروفة بصوتها الجميل، فأطربت ولكنها لم تؤده باعتباره نشيداً، فقد كانت تلين وتطرو عندما تنشد أو تغني مثلا:
عيد باكستان أضحى ... عيد مجد المسلمين
وكسَّرت (المسلمين) وأنثته برقة صوتها، وهو جمع مذكر سالم. . .
الباكستان تتجه نحو العروبة:
التفت هذا القلم إلى دولة الباكستان الفتية منذ أشرقت عليها شمس الاستقلال، واتجهت مشاعر أهلها وأنظار قادتها إلى توطيد العلاقات بالبلاد العربية وإحياء اللغة العربية وآدابها وثقافتها بين مسلمي الهند الذين أصبح لهم كيان مستقل بالباكستان. وقلت مرة: إنني أرصد هذه الدولة الفتية كما يرصد الفلكي حركات نجم جديدة. وهأنذا اليوم أنظر إلى هذا النجم فيسرني أن أراه صاعداً في السماء. . .
إن حضارة الأمة الباكستانية ولغتها وعاداتها وتقاليدها، مستمدة من الحضارة العربية الإسلامية، ولم يستطع الزمان أن يمحو ميلها الشديد إلى العرب بسبب الروابط الدينية والتاريخية الوثيقة التي تربطها بهم، ولم يمنع اكتمالها عروبتها إلا الظروف والأحداث التاريخية في القرون الأخيرة إذ حكمها الترك والمغول ثم الاستعمار الإنجليزي في آخر المطاف. ورغم هذه الظروف والأحداث لا تزال الصبغة الإسلامية باقية، ولا يزال الأثر العربي بارزاً في مظاهر الحياة المختلفة، فاللغات المحلية كالسندية وغيرها تحتوي على ألفاظ لا حصر لها من اللغة العربية كألفاظ الجبل والنهر والخطر والقلم والعلم والمدرسة والكتاب والحكيم والمدير وغيرها، واللغة السندية تكتب حتى اليوم كتابة عربية. ويقال إن اللغة الأردية لو أسقط منها الكلمات العربية استحال استعمالها.
وقد تخلصت الباكستان من الاستعمار البريطاني، وأصبحت بلاداً حرة، فجعلت تقوى صلاتها بالعرب، وكان من ذلك ما أبدته من المؤازرة في قضية فلسطين أمام هيئة الأمم المتحدة، ثم هذه الأريحية العظيمة التي جادت بنحو خمسين ألفاً من الجنيهات للاجئين من عرب فلسطين، وهو مجموع ما تبرعت به دولة الباكستان وشعبها.