احتفلت سفارة الباكستان بالذكرى الثانية لاستقلال الباكستان يوم الاثنين يوم ١٥ أغسطس الحالي بدار جمعية الشبان المسلمين. وقد اشتمل الحفل على برنامج حافل من الخطب والقصائد والموسيقى والغناء، وتجلى فيه روح المودة والإخاء بين الدولتين الإسلاميتين الباكستان ومصر، تجلياً رائعاً بعث الأمل في استعادة تماسك البنيان الإسلامي، ولقد كان سرورنا نحن المصريون لا يقل عن سرور إخواننا الباكستانيين بعيدهم وعيدنا عيد استقلال الشقيقة الناشئة الكبيرة: الباكستان.
وقد تحدث الخطباء وأنشد الشعراء فعبروا جميعاً عن ذلك الشعور وأشادوا بما يجمع بيننا من التراث الإسلامي والثقافة الإسلامية، ومن هؤلاء الخطباء والشعراء الدكتور حسين الهمداني الملحق الصحفي بالسفارة وأصحاب المعالي إبراهيم دسوقي أباظة باشا وحافظ رمضان باشا وصالح حرب باشا والأستاذ إبراهيم اللبان والدكتور إبراهيم ناجي والأستاذ محمد عبد المنعم إبراهيم المحامي.
وقد أفاض حافظ رمضان باشا في الكلام على الإسلام من حيث هو عقيدة ونظام، وبدأ حديثه بالإعراب عن شعوره حينما دعي إلى هذا الحفل، فقال إنه لبى هذه الدعوة، وقد جرى أخيراً على رفض الدعوات إلى الحفلات الكثيرة التي تقام لناسبات وأغراض مختلفة، لأن رجال الباكستان أعلنوا أنهم يضعون دستور بلادهم على أساس التعاليم الإسلامية، وقال إن الإسلام هو دين العدل والحرية والمساواة والإخاء، وإنه لا يوافق الديمقراطيات الحديثة فحسب بل إن هذه الديموقراطية لم تستطيع أن تخالف مبدأ واحداً من مبادئ الإسلام.
ولما جاء دور الأستاذ إبراهيم اللبان شرع في بيان تاريخي لتطوير الدولة الإسلامية في الهند، واسترسل إلى إجادة المثقفين الباكستان للغة الإنجليزية، ذهاباً إلى أن هذا يتيح لهم التقريب بين الإسلام والعقلية الأوربية. والأستاذ اللبان عالم مستقيم الفكر، ولكنه لم يراع مقتضى المقام في حفل يتعاقب فيه خطباء كثيرون، فأطال مع خلو كلامه من العناصر الخطابية المشوقة، فنال أكبر حظ من تصفيق الحاضرين. . . حتى اضطره هذا التصفيق إلى أن يقطع كلامه ويجلس ساخطاً على المصطفين المحتجين.
وكم كان جميلً وظريفاً أن تعتلى المطربة تلك خشبة المسرح، وقد ارتدت (الساري) ثوب