(لأنه بالتأكيد لن يعود إلى الحياة، ولن يصدر عنه غير النتن والدود).
(وهل هذا هو مصير الناس أجمعين؟ هل يحدث لي نفس هذا الشيء؟ هل يدفنوني؟ وهل تصدر عني الرائحة الكريهة ويأكلني الدود؟).
(نعم).
(إلى البيت! لن أركب عربتي للنزهة، ولن أفعل ذلك مرة أخرى).
ولم يجد ساكياموني في الحياة ما ينطوي على أية قيمة وانتهى إلى فلسفته التي تقرر أن الحياة أعظم الشرور، وأن الخير يقضي بالتحرر منها ودعوة الناس للتحرر منها بكل ما يملكون من طاقة روحية. وهذه القصة ترمز إلى فلسفة الهند الزاهرة في الحياة، المتعلقة بالروحانية. وهي عين الفلسفة التي يعبر عنها سليمان الحكيم في الكتاب المقدس إذ يقول:
(باطل الأباطيل - كل شيء باطل. ما فائدة الإنسان من أي عمل بتولاه تحت الشمس؟ جيل يتولى وجيل يقبل إلى الأبد. إن ما كان سوف يكون وما حدث سوف يحدث، وليس تحت الشمس جديد؟ هل هناك شيء نستطيع أن نقول عنه: انظر! هذا جديد؟ كلا. إنه من قديم الزمان الذي سلف. ليس لما سلف ذكرى، ولن تكون لما يُقبل ذكرى. أنا الذي أعظكم كنت ملكاً على بني إسرائيل في بيت المقدس، ولقد وهبت قلبي للتنقيب والبحث عن طريق الحكمة في كل ما حدث تحت السماء. . . وناجيت قلبي وقلت له: هيه، أنا مالك لضيعة كبرى وعندي من الحكمة أكثر من كل من سبقني ببيت المقدس - أجل، إن قلبي مفعم بكثير من تجارب الحكمة والمعرفة. ولقد وهبت قلبي لإدراك الحكمة ولمعرفة الجنون والحماقة، فرأيت أن ذلك يبعث على الحزن العميق. ومن يزدد علماً يزدد أسى.
قلت لنفسي: الآن انطلق، ولسوف أمتحنك بالمرح. وإذن فلتنعم بمختلف المتع. فكان ذلك باطلاً كذلك. . . شيدت لي بيوتاً وزرعت الكروم، وأنشأت الحدائق والبساتين، وغرست فيها الشجر من كل الثمار، وحفرت البرك أروى من مائها الغابة التي تنمو بها الأشجار، واستخدمت الخدم والإماء، وولدت الخدم في بيتي، وامتلكت من قطعان الغنم والماشية أكثر