للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

مقاومة عنيفة، لكن سلطانه غلب سلطانها، فكان ينتشر في أوربا وإنجلترا، كما تنتشر النار في الهشيم. ويعتبر في نظر النقد أعظم أثر نثري كتب في اللسان التسكاني، وأسلوبه غاية في الجمال وغاية في التعقيد. . . ولكن من يستطيع أن يهاجمه؟ لقد مكن لنفسه في عصور التاريخ في نفوس البشر، لأنه صرخة مدوية من أعماق الإنسانية على ممر العصور!

إن مخطوطات الكتاب الأصلية قد نفذت، وإن أقدم مخطوطاته تلك التي كتبها فرنسسكو مانيلي في سنة ١٣٦٨. والنسخة الخطية المحفوظة في برلين باسم هملتن هي المعتمد عليها.

لقد أعيد طبع هذا الكتاب عشر مرات في القرن الخامس عشر وسبعة وسبعين طبعة في القرن في القرن السادس عشر، ولم ينشأ أديب في إيطاليا إلا وتتلمذ على هذا الكتاب في عصور أدب هذه اللغة. . .

أما نصيبه من الذيوع خارج إيطاليا فكان عظيماً جداً، فقد تتلمذ عليه موليير ولافونتين وهانس ساكس ولوب دي فيجا. أما في إنجلترا، فقد نقل عنه كثير من الأدباء والشعراء، وكان الموحى الذي استوحوا منه أدبهم الخالد، منهم تشوسر وسدني وشكسبير ودريدن وكيتس وتتسون، الأمر الذي يظهر مقدار ما تدين به إنجلترا لبوكاشيو!

إن أدب اللغة الإنكليزية لا يعرف كتاباً نثرياً أصيلا، ويرجع ذلك إلى أن التوراة قد أصبحت جزءاً من الأدب المنثور في هذه اللغة، ولكن (إشام) يقول: (إن كثيراً من قصص ديكامرون كانت تنتشر بين الناس أكثر من قصص التوراة نفسها).

لقد ظهرت كثير من قصص ديكامرون مترجمة إلى الإنجليزية في القرن السادس عشر. وفي عام ١٦٢٠ ظهرت الترجمة الكاملة لهذا الكتاب منقولة عن اللغة الفرنسية ترجمة أنطيون لاماكون، لكنها لم تكن دقيقة كما يجب، وقد قام الناشر إسحاق جكارد بطبع هذه الترجمة في مجلدين، ولم تكن تحمل اسم المترجم، وأعيد طبع هذه الترجمة خمس مرات في القرن السابع عشر.

ولم تظهر الترجمة الدقيقة الوافية لهذا الكتاب إلا عام ١٨٨٦، فقد نقلها المستر جون بن لجمعية فلون.

أما الترجمة التي تتداولها الأيدي وانتشرت في الأسواق، فقد قام بها المستر (ج. م. رج)،

<<  <  ج:
ص:  >  >>