للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

على الكرامة والأخلاق؟ هذه مدارس البنات وكليات الجامعة التي يتعلم فيها البنات، لا تزال قائمة تتيح للبنات من العلم والتثقيف ما تتيح للبنين، ومنع بعثاتهن إلى أوربا ليس عاماً ولا دائماً، فالبعثات إلى إنجلترا لم تقف، والمانع منها إلى سائر البلاد سيزول بتدبير مثل ما في إنجلترا من بيت ورعاية، فلا بأس على العلم، كما أنه لا بأس على التقدم إلى إن كان يراد به الإباحية والإفساد. وجدير بهؤلاء أن يخجلوا من ببغاويتهم ومن فراغ نفوسهم من الشعور بكرامة الأسرة، أكثر مما يخجلون من أي شئ آخر.

أما الرقص التوقعي فما أرى به بأساً، على أن يكون محصوراً في بيئة المدرسة بعيدا عن أنظار الرجال، فإن الناس يبعثون ببناتهم إلى المدارس ليكن في صيانتها، إنما البأس في إظهار الفتيات بالحفلات العامة ليبدين هذا الرقص التوقيعي، أو ليقيمن حتى بالألعاب الرياضية - وفيهن ناضجات الأنوثة - على نحو ما يقع في حفل الجزيرة. والبأس كل البأس في التمكين للمجلات المصورة من أخذ صور الفتيات بالمدارس في أثناء قيامهن بالألعاب الرياضية في أوضاع تظهر فيها العورات والسوءات. . .

أما الرقص التوقيعي من حيث هو رياضة موسيقية مرحة فلم يعلق به الغبار إلا من كلمة (الرقص) وهو لا يزيد على رياضة تفيد الجسم وتكسبه الجمال والرشاقة، وحركاته المتسقة مع الموسيقي تبعث السرور والسعادة في نفوس البنات فيقبلهن عليه أكثر مما يقبلن على الألعاب الرياضية الأخرى.

تسعير الأدب في الإذاعة:

وقعت إدارة الإذاعة أخيراً في مشكلة عمقها شبر. . . وإن كانت تبدو لها مغرقة. . . وذلك عندما أرادت أن تقدر أجر الأستاذ محمود أبو الوفا على ما ألقاه من شعره بالمذياع. فهي تحسب أجور الأدباء والشعراء وسائر المحدثين، الموظفين بالحكومة، على حسب درجات وظائفهم، وأبو الوفا موظف باليومية في دار الكتب المصرية، وهو مع ذلك شاعر معروف متمسك بكرامته اللائقة بمكانته الأدبية، فلن يرضى أن يوزن قدره بميزان الوظيفة.

وحدث كذلك عندما أرادت إدارة الإذاعة محاسبة الأستاذ محمود حسن إسماعيل على إذاعة شعره - أن كتب الموظف الذي طلب إليه تقدر أجره، مشيراً يعتبر الشاعر كمدرس (حرف ا) وهي رتبة جديدة اخترعها هذا الموظف. . ولولا الخوف على وزارة المعارف من

<<  <  ج:
ص:  >  >>