عدوى الإذاعة لاقترحت عليها أن تضم إليها هذا المخترع الفذ لاستخدام عبقرية في تقدير المدرسين. . . وذلك كله مع العلم بأن الأستاذ محمود موظف بالإذاعة نفسها!!
ولا أدري إلى الآن كيف حل عباقرة الإذاعة تينك المعضلتين، وإن كان ذلك يجرنا إلى النظر في هذا الموضوع العجيب، موضوع تقدير الأدباء في الإذاعة على حسب درجات الوظائف، لا على القيمة الأدبية، ويخيل إلى أنها تلجأ إلى ذلك لتخلص نفسها من ورطة الحكم على هذه القيمة، وعلى هذا يمكن أن نعتبر هذه الطريقة أسلم مما كان يحتمل أن يقع، فقد يحسبون حديثاً جيداً، أو يظنون آخر رديئاً، والأمر على خلاف ما يحسبون ويظنون. . فلا مناص إذن من القياس على درجات الوظائف، فمن كان يشغل إحدى الدرجات العلا فهو أستاذ كبير، ومن يشغل الدرجة السادسة أو الخامسة مثلا فيحال إلى ذلك الموظف العبقري ليختار له حرف ب أو ج. . .
ولست أدري هل هم ينظرون أيضاً في أحوال أولئك الأدباء الموظفين، من حيث من يكون منهم عزبا، أو متزوجاً ليس له أولاده، أو متزوجاً وله أولاد، وكم عدد الأولاد، وهل يعول أقارب آخرين، وهل هو من (المنسيين) أو ممن إدراكهم (التنسيق) وما إلى ذلك. . . ومن يدري؟ فقد تتألف جمعية من زوجات محدثي الإذاعة المغبونين كتلك الجمعية المؤلفة من زوجات الموظفين المنسيين. . .
من طرف المجالس:
في ندوة الأستاذ كامل كيلاني بدار مكتبة الأطفال، قال فؤاد شيرين باشا محافظ القاهرة إنه دخل مرة بابنته الصغيرة محلاً لبيع (الشكولاته) بإحدى مدن ألمانيا، وكانت التي تبيع فيه سيدة، وبعد أن اشتريا منها وخرجا قالت الابنة لأبيها: لماذا تبيع المرأة (الشكولاته) ولا تأكلها؟
قال الأستاذ كامل كيلاني: هذا بعينه هو معنى الخيام في رباعياته إذ يقول: هل يشترى الخمار بما يبيع به الخمر أثمن منها؟
وكان المجاهد الأمير عبد الكريم الخطابي حاضراً، فانتقل الحديث إلى الاستبسال في الحروب وأثر الإيمان فيه، وهنا انبرى أحمد حلمي باشا رئيس عموم حكومة فلسطين، فجعل يقص روائع شاهده من حسن البلاء في المواقع التي اشترك فيها، قال: سقط أحد