(فأولا من المعروف أن أبو شادي بذل مجهوداً صادقاً في خدمة الأدب الحديث وأقل ما ينسب إليه من فضل أنه جمع جمهور شعراء العربية وحفز همم الشباب منهم بنوع خاص. ومن ينكر نشاط جماعة أبولو التي كان رئيسها شوقي ووكيلها أحمد محرم وسكرتيرها أبو شادي؟ وأعتقد أنه قبل مجلة أبولو وهي مجلة خاصة بالشعر ودراساته مما لم يسبق له نظير في عالم الصحافة العربية كان القارئ العربي لا يعرف شيئاً عن هذا العدد الكبير من شعراء الشباب بنوع خاص نذكر في طليعتهم الشاعر أبو القاسم الشابي. . . فهل أفسد سليقته أبو شادي؟
وأعجب لقول الكاتب عنه (وقد طهرت منه مصر منذ ذلك الحين وتنفس الجو الأدبي الصعداء وشرع بعض الشعراء الذين أفسد سليقتهم الشعرية في إصلاحها).
ونقطة أخرى نحب أن نصححها لوجه الله والتاريخ. . . أظن أن من المعروف أن خليل مطران كان إمام المذاهب التجديدي للشعر العربي الحديث قبل أن يدعو إلى ذلك العقاد والمازني، وعبارة الكاتب تقول إن خليل مطران كان من رواد المذهب الذي دعوا إليه. . . فكيف يستقيم هذا مع التاريخ الأدبي الصحيح؟
أما الخبر الذي ساق الأستاذ عباس خضر لهذا التجني على أبو شادي وعلى التاريخ الأدبي فلم يحفل بالتحقق منه وما كان يصح أن يستقي مصادر (الأدب والفن في أسبوع) من غير مصادرها و (الهدى) جريدة عربية وإن صدرت في نيويورك ولا يعدم معرفة مهاجر هناك أو قارئ عربي لها هنا. . . إن لم تكن تهدى للرسالة.
وهل تأكد الأستاذ من أن ما كتبه أبو شادي كان في غير مشاكل مصر؟ وقليلون في مصر هم الذين يجسدون الحرية والشجاعة للكتابة عنها. .؟
وهل يعرف الأستاذ أن الدكتور أبو شادي آثر أن ينجوا بكرامته حتى لا تمتهن وإن فقد بذلك مصدر عيشه وإن ضاق به وطن عاش من أجله في خدمة الأدب والعلم. . . لا مهرجاً في الأسواق السياسية وكان من قبله أبوه أحد أعلام الحركة الوطنية.
عز على الرجل أن يهمل ويقدم عليه من هم دونه.
لقد هضم حق أبو شادي فلم يذكره أحد في محنته بكلمة حتى وهاجر فما ذكره أديب ممن كانت له عليهم أياد. . .