للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الساعة وحالاً فيقولون ذهب توا وذهب لتوه. وهذا المعنى تلفظه المعاجم وتنبذه اللغة، وما قالته هو: التو بمعنى الفرد فذهب توا أي فرداً أو لم يلوه شيء. والصواب توه) وهذا الذي قاله غير صحيح أيضاً، قال الزمخشري في الفائق: (ومنه قولهم سافر توا إذا لم يعرِّج في طريقه على ما كان) وفي القاموس: (التو الفرد والحبل، وبهاء الساعة، وجاء توا: إذا جاء قاصداً لا يعرجه شيء فإن أقام ببعض الطريق فليس بتو).

هذا وإني أنصح الأستاذ المعقب بنصيحة خالصة نصحني بها منذ أكثر من عشرة أعوام صديقي الرواية الأستاذ (محمود محمد شاكر) ونحن نقرأ حماسة ابن الشجري، قال لي عندما قرأت قول باعث البشكري: وكتيبة سفع الوجوه بواسل: (وهذه كلمة أغفلتها المعاجم فيما أغفلت من أوابد اللغة وشواردها، ومن ثم أنصح لك ألا تقطع برأي فيما لا تجده في المعاجم إلا بعد تثبت؛ فإن كثيراً من ألفاظ اللغة موجود في الشعر الجاهلي والشعر الإسلامي ولم يقيده الرواة في معاجم اللغة، واقتصروا أيضاً في شرح بعض الكلمات على ما ورد في أبيات يعينها مما رووه، وفيما لم يرووه ولم يشرحوه كثير ما ينبغي أن يشرح مرة ثانية بدلالة هذا الشعر).

هذه نصيحة صديقي الأستاذ (محمود محمد شاكر) وهي نصيحة قيمة تعصم من اتبع هداها من التردي في مهاوي العثرات. وإني لأرجو من المعقبين اللغويين أن يلقوا إليها أسماعهم ليجنبوا القراء متاعب (الجعاجع) الفارغة التي يثيرونها كل حين باسم الحافظ على العربية، وما بالعربية إلا قلة يصرهم بها، وذهابهم توا إلى إنكار مالا يعلمون من ألفاظها، ونضر الله وجه الشافعي إذ يقول:

(ولسان العرب أوسع الألسنة مذهباً وأكثرها ألفاظاً، ولا نعلمه يحيط بجميع علمه إنسان غير نبي، ولكنه لا يذهب منه شيء على عامتها حتى لا يكون موجوداً فيها من يعرفه).

السيد أحمد صفر

حول (ترميم الجامعة العربية):

الأستاذ نقولا الحداد في هذا المقال قد سما به تفكيره الإصلاحي إلى غاية قصوى فوضع أمامنا سياسة رائعة للجامعة العربية وما ينبغي أن تكون عليه في الواقع، ورسم لنا صورة

<<  <  ج:
ص:  >  >>