عيادة المطالعة بجامعة نيويورك:(إذا أردت أن تعرف هل تقرأ بصوت أو لا فالمس شفتيك بخفة وأنت تقرأ، فإذا كانتا لا تتحركان فالمس عنقك عند أوتار الصوت، فإن وجدتها تختلع قليلا فأنت تقرأ بصوت).
ويلذ للطفل حتى سن الثامنة أو التاسعة أن يقرأ قراءة منطوقة جهرية لأنه يدرك أثناءها نبرات صوته ويتذوقها ولذا يجب أن نستغل حبة هذا للقراءة.
وفي هذه القراءة المنطوقة يستعمل الطفل عضلات النطق ويحرك شفتيه ويتوقف لفهم المنطوق وبوساطتها يكون معجمه اللغوي. وهذه القراءة لازمة لتعليم الطفل في مراحل نموه الأولى لإتقان النطق وإخراج الألفاظ من مخارجها وضبطها بالشكل وجودة الإلقاء، كما أنها تساعده في تلك المرحلة على محاولة فهم ما يقرأ لأن استعمال حاستين في القراءة أقوى من استعمال حاسة واحدة؛ ففي القراءة الناطقة تصل رسالتان إلى الدماغ في وقت واحد فتصبح العبارة أقرب للفهم وأثبت في الذهن، أي أنها تترك أثراً أعمق في طيات المخ. وهي تخلق الجرأة في الطفل وتعوده على الخطابة والتكلم في الجماعات. ولكن القراءة الصامتة تفضلها في هجاء الكلمات لأنه فيها يكون غير مقيد بمستلزمات المطالعة الجهرية من جودة النطق وتنويع الصوت حسب المناسبات. والتلميذ في المطالعة الجهرية قد يخشى النقد فيقرأ دون أن يعي ما يقرأه.
والقراءة الناطقة المسموعة فن لازم لبعض الناس؛ فهي وسيلة لإسماع الغير ما نقول بصوت عال واضح ونبرات تتمثل فيها احساساتنا وشعورنا. ويحتاج إليها الزعماء والخطباء والمحامون والمعلمون وأعضاء المجالس النيابية. ولكن هؤلاء لا يحتاجون إليها مطلقاً في قراءاتهم الخاصة. إننا إذا أردنا الاطلاع على التقدم العلمي والثقافات المختلفة لنجارى في التفكير العصر الذي نعيش فيه وننتفع بما تقرأ في حياتنا العملية فإننا نستعمل القراءة الصامتة، لأن القراءة الناطقة قراءة بطيئة لا تستعمل بعد التاسعة إلا فيما ترغب أن نسمعه لغيرنا. والسبب في هذا البطء أنها تتقيد بالسرعة التي تنتج بها عضلاتنا الصوتية الصوت. ومعدل القراءة بها ١٢٠ كلمة في الدقيقة للشخص العادي الكبير.
ولا يخفى أن القراءة الجهرية تجهد العضلات الصوتية ويشعر بها كل من يستمر نصف ساعة يقرأ بصوت مرتفع، ويعجز الشخص عن القراءة بصوت عال مدة تزيد على الساعة