فلم يعد الليل الرتيب يشوقني ... ولا البدر وضاح الجبين فريدا
ولا الريح تشدو ولا الموج راقصا ... ولا الشطر منداح الرمال مديدا
حننت إلى شط يموج بأهله ... ترى فيه حفل الغانيات نضيدا
والذي استرعى انتباهي في هذا الشعر وأطربني منه، قيمة هذه المشاعر والصدق في التعبير عنها، فالشاعر يضيق بالليل والبدر والموج، ويحن إلى الإنسان مهما كان، ويشتاق إلى لقاء عدوه ليرتمي على صدره. . . لأنه إنسان!
هل يباح التعليم الجامعي لكل من يطلبه؟:
جاء في (كشكول الأسبوع) الماضي أن البحث في المؤتمر الثقافي العربي القادم سيدور على مسألتين، إحداهما: هل من الخير للدول العربية أن تبيح التعليم الجامعي لكل من يطلبه أو يقتصر على قبول المتفوقين. والموضوع حقيق بالنظر. نحن الآن نقبل في التعليم الجامعي كل من يطلبونه تقريباً، وهم كثيرون لا يرد منهم إلا القليل، حتى ازدحمت الجامعة، وتعذر إشراف الأساتذة والمدرسين على العدد الكبير من الطلبة، وتعذر قيام العلاقة المرجوة بين الطالب والأستاذ. ويتخرج في كليات الجامعة كل عام مئات المنتهين منها، قلَّ أن تجد فيهم من تكون تكوناً جامعياً حقيقياً. ومعنى ذلك أن الجامعة لا تغربل المتقدمين إليها، لتعرف ذوي الاستعداد للدراسة الجامعية من غيرهم، وكل ما تقيس به هو (التفوق) في الشهادة التوجيهية، وليس هذا المقياس دقيقاً لأن هذا التفوق كثيراً ما يكون في تحصيل المعلومات وحفظها، أما العقلية الدراسية فشيء آخر، وقد يختلف صاحبها في التحصيل والاستظهار. ومن ثم أشير بأن يعدل تعبير اللجنة الثقافية بإبدال ذوي الاستعداد للدراسة الجامعية بـ (المتفوقين).
وأذكر أن خطاب العرش لافتتاح الدورة البرلمانية في العام الماضي، تضمن أن الحكومة تهتم بإنشاء معاهد للتعليم الفني العالي تغلب عليها الصبغة العملية تقوم بجانب الكليات الجامعية، ليحلق بها طائفة كبيرة ممن أتموا التعليم الثانوي. ولا شك أن هذه المعاهد تحل أزمة الراغبين في إتمام التعليم العالي كما تحل أزمة الجامعة أو أزمة الدراسة الجامعية المنشودة إذ يتحول عنها إلى تلك المعاهد العدد الضخم من الشباب الراغب في الشهادات العالية دون استعداد حقيقي للحياة الجامعية.