قرأت رسالة الدكتور أحمد زكي أبو شادي المنشورة في العدد الماضي من (الرسالة) التي كتبها رداً على ما كتبته عنه في العدد (٨٤٢).
أما طلبه الجنسية الأمريكية الذي نفاه في (الأهرام) و (البلاغ) وخرَّجه في (الرسالة) على مدلول (الجنسية المزدوجة) فليكن كما خرج. فأساس الموضوع هو طعن الدكتور أبي شادي على مصر في حملات بجريدة (الهدى) وقد دافع عن نفسه بأن ما نشرته (أخبار اليوم) جحود للجهود التي يقول إنه بذلها في خدمة (وطنه الأول) في شتى البيئات بأمريكا وعلى منابر الصحافة الحرة ومن العجيب ألا نعلم شيئاً عن هذه الجهود كأن الصحافة المصرية قد أتفقت على إغفالها حتى جاءت أخبار اليوم فعكست الوضع واتهمته بالتحامل على مصر. . ولم يتعرض الدكتور لبيان ما كتبه في (الهدى) عن مصر، وهو موضع التهمة، ويؤسفني أن أتفقد صحيفة الهدى في القاهرة فلا أجدها.
ولا أستطيع إزاء ما نسبه الأستاذ مصطفى أمين بك - وجهوده الصحفية القيمة معروفة - إلى الدكتور أبي شادي من التحامل على مصر، وإزاء نفي الدكتور هذا التحامل أن أرجح أحد الأمرين على الآخر وإن كنت أستريح إلى مبادرة أبي شادي بالدفاع عن نفسه وتكذيب ما نسب إليه. وبودي لو أستدل بذلك على اتجاهه نحو الوفاء للوطن كما يرجى من كل مصري ينأى عن بلاده وإن هجر الإقامة فيها.
وكما صدر ما كتبته تعليقاً على اتهام أبي شادي بالخروج على مصر، عن شعور وطني كذلك، صدر ما وصفت به أدبه عن رأيي في هذا الأدب أو الإنتاج الذي يقل فيه الأدب. وقد لمحت دفاعاً عنه نشر أيضاً في العدد الماضي من (الرسالة) قال فيه كاتبه الأديب عبد الحفيظ نصار إنه يصحح لوجه الله والتاريخ ما قلته عن المذهب التجديدي، فذكر أن مطران سلك هذا المذهب قبل أن يدعو إليه العقاد والمازني وشكري. وأنا لم أرتب ترتيباً تاريخياً، وإنما ذكرت العقاد وزميله في الدعوة، وقلت إن مطران كان من رواد التجديد وأنا أعني حظه العملي في إنتاج الشعر. أما سائر ما تضمنه هذا الدفاع فلا أرى داعياً لمناقشته.