للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

إلى الطاعة فما أجابوا إلى ذلك فعند ذلك رسم بتجريد العساكر إليهم من كل جهة وكل مملكة من الممالك الشامية).

وهذه العبارة نقلها البطريك اسطفانوس الدويهي في كتابه وأخذها منه المطران الدبس في كتابه مشيراً إلى أن الأفرم أمر الجبليين أن يصلحوا شؤونهم مع التنوخيين (أي أمراء الغرب في لبنان حلفاء المصريين) وأن يدخلوا في طاعتهم فلم يحصل اتفاق فافتى العلماء حينئذ بنهب بلادهم لاستمرارهم على العصيان ولذلك جردت العساكر من جميع بلاد الشام ولم تزل الجموع تزداد من كل ناحية.

وفي كتاب صالح بن يحيى: أن أقوش الأفرم توجه من دمشق بسائر الجيوش في يوم الاثنين ٢ المحرم سنة ٧٠٥ (وهو ما جاء في ابن كثير ص٣٥) وجمع جمعاً كثيراً من الرجال نحو ٥٠ الفاً وتوجهوا إلى جبال الكسروانيين، وتوجه سيف الدين أسندمر نائب طرابلس، وشمس الدين سنقرجاه المنصوري نائب صفد، وطلع اسندمر المذكور من جهة طرابلس، وكان قد نسب إلى مباطنهم فجرد العزم واراد بجهاده في هذا الأمر أن ينفي عنه هذه الشناعة التي وقعت به، فطلع إلى جبل كسروان من أصعب مسالكه واجتمعت عليهم العساكر واحتوت على جبالهم ووطئت أرضا لم يكن أهلها يظنون أن أحداً يطأها، وقطعت كرومهم وأخربت بيوتهم وقتل منهم خلق كثير وتفرقوا في البلاد واستخدم أسندمر جماعة منهم في طرابلس بجامكيته وخزائنه من الأموال الديوانية فأقاموا على ذلك سنين. وأقطع بعضهم (أخبازاً) من حلقة طرابلس واختفى بعضهم في البلاد واضمحل أمرهم وخمل ذكرهم)

وينقل المطران يوسف الدبس رئيس أساقفة بيروت الماروني عن ابن الحريري وابن سباط (أنه في يوم الاثنين ثاني محرم سار آقوش الأفرم نائب دمشق بخمسين الفاً بين فارس وراجل إلى جبل الجرد وكسروان التي حيال بيروت. فجمع الدروز رجال الجرد وكانوا عشرة أمراء بعشرة آلاف مقاتل والتقت الجموع عند عين صوفر وجرى بينهم قتال شديد وكانت الدائرة على الأمراء فهربوا بحريمهم وأموالهم وأولادهم ونحو ٣٠٠ نفس واحتموا في غار غربي كسروان يعرف بمغارة نيبية فوق أنطلياس بالقرب من مغارة البلانة فدافعوا عن أنفسهم ولم يقدر الجيش أن ينال منهم ثم بذلوا لهم الأمان فلم يخرجوا فأمر نائب الشام

<<  <  ج:
ص:  >  >>