وكان لوحيد بك مشروع لإصلاح الأراضي البور في القرية، لم يأخذ حقه في الإبراز، فقد قالوا لنا في الآخر إنه نفذ ونجح ولم نر علامة لذلك غير بضعة أشجار يغني بينهما عبد العزيز محمود. والحق أنه أجاد في غنائه وموسيقاه. وفي الفلم ظاهرة تتكرر في معظم الأفلام المصرية وهي إظهار الفلاحين أذلاء خاضعين لسلطان السيد صاحب الضيعة، وهي ظاهرة موجودة في بعض الجهات ولكن تكررها في الأفلام يدل على أن ذلك هو طابع الحياة في القرى المصرية، وليس الأمر كذلك إلا في القليل.
وقد أخرج الفلم محمود كامل مرسي ووضع قصته مجدي فريد، وهو فلم نظيف، ومناظره متسقة، وحواره جيد، والقصة لا بأس بها بصرف النظر عن تلك المآخذ، والتمثيل ممتاز، فقد أجادت أمينة رزق (أمينة هانم) في دور المرأة المحترمة المحبة، وكذلك فاتن حمامة (الآنسة فاتن) وخاصة في أثناء مصاحبتها لوجيه بك فقد مثلت دور الفتاة (الاسبور) المترفعة المتحفظة أحسن تمثيل، وكانت ظريفة عندما كانت تناقش نفسها في خلوتها: أيهما، هي أو أمها، أحق بحب محمود بك. ومثل محمود المليجي دور (محمود بك رامي) وهو شخصية محبوبة في الرواية، وكان المشاهدون يتوقعون أن يكون شريراً لكثرة ما شاهدوا المليجي في تمثيل الأشرار. ولكنه استطاع رغم ذلك - ان يقنع الجمهور بأنه رجل طيب. . .
أما الوجه الجديد وجيه عزت الذي قام بدور (وجيه بك) فوضعه في الفلم اقتضاه أن يظهر في جد (زيادة على اللزوم) وهو يجيد في مثل هذا الدور، على ألا ينتهي بحب فتاة مثل فاتن حمامة.